الكثير من عباقرة العالم كسبوا الشهرة والخلود عن طريق الألم والفشل، منهم ألبرت آينشتاين، وإسحق نيوتن، وداروين، وتوماس أديسون، وستيفن كينغ، وغيرهم، لا لشيء، إلا لأنهم حولوا فشلهم إلى تربة من النجاح، لأن الفشل وحده هو الذي يعلمنا ألا نضع أنفسنا في مستوى يعلو على المقتضيات المفروضة على الجنس البشري، فالفشل يعلمنا ما لا نعرف، ويعلمنا ما نحتاج إلى معرفته عن أنفسنا.. الفشل الذي نخاف منه يكشف آفاقا أبعد من تلك التي لا نعرفها، إنه يبين لنا ما ينبغي عمله.
إن أهم درس يمكن أن يلقننا إياه الفشل، هو أن في الروح الإنسانية عنصرا للتقوية من الكارثة، حيث يشد من أزره، وهناك قصة الفتاة الفقيرة ذات الصوت الجميل التي لم تستطع دفع نفقات دروس التدريب على الغناء، لكنها استمرت مع ذلك تحاول الغناء إلى درجة أثارت إعجاب الناس، فقرروا جمع مبلغ من المال، وبدأت الفتاة تتلقى دروسا، فلما بلغت الثامنة عشرة من عمرها نظم لها مدرسوها في المدرسة الثانوية حفلة يحضرها واحد من أشهر أساتذة الموسيقى والغناء في العالم، ثم نظم لها فريق ممن يؤمنون بعبقريتها حفلا في قاعة شهيرة، إلا أن الفتاة لم تكن قد وصلت بعد إلى هذه الدرجة سواء في خبرتها أو نضج شخصيتها، فهاجمها النقاد هجوما عنيفا، وشعرت أنها لن تستطيع النهوض بالأمر، وأنها خيبت ظن هؤلاء الذين آمنوا بها.
وتقول الفتاة إنها ظلت ما يزيد عن سنة بعد هذا وهي مشفقة على نفسها من الصدمة، لا تستطيع أن تقترب من مدرسيها، وفي أحد الأيام قالت لها والدتها: “إن النية الطيبة تأتي قبل الشهرة، لماذا لا تفكرين في هذا الفشل قليلا وتصلين من أجله كثيرا”.
وأعظم الناس حقا هم أولئك الذين يمضون في طريقهم على الرغم من الصدمات المريرة التي تلحق بهم، حتى ليدهشون هم أنفسهم من قدرتهم على تلك المثابرة.