العدد 4826
الجمعة 31 ديسمبر 2021
banner
2022.. سنمضي ونبتسم وجاهزون لأي شيء تمنحنا إياه الحياة
الجمعة 31 ديسمبر 2021

مركب الحياة بنا يسير، والألوان والخطوط “تتشابك وتتماوج”، ومساء اليوم 31 ديسمبر سيكون هناك صفير، ورنين وأجراس تقرع في كل مكان، حتى أنه لتستحيل الرؤية.. هكذا دوما احتفالات رأس السنة، فغدا السبت سيختلف إيقاع العالم بدخول سنة جديدة “2022”، وسنتبادل عبارات الود والتهنئة، وما اعتاد الناس أن يرددوه من مآثر القول في مثل هذه المناسبة.
الناس من طبعهم النسيان، لكن هناك آلام مستقرة في الأحشاء والجوف ويستحيل نسيانها، فقد جلدتني سنة 2021 بسياط الحياة القاسية بوفاة عمتي والدة زوجتي “ثاجبة النصاري” وبناتها الثلاث، “حنان الرويعي، هيا الرويعي، رقية الرويعي” في فترة لا تتعدى أياما قليلة، تسربوا إلى باطن الأرض بسبب غضب فيروس كورونا الجامح، والذي وقف العالم كله أمامه كالأبله، ومازال يرمقنا بالضحكات والتعليقات اللاذعة، ولو كان شيطانا لانهال علينا بالعصا متعطشا للثأر.
وبينما كنت أخطو بوقع بطيء وأشعر بالغربة والابتعاد، باركتني السماء وأرتني حمائم البشارة تحلق بأجنحتها السريعة فتسبق الرياح، وتخبرني بأنني وصلت الآن إلى قمة أخرى في حياتي، أي نيل شرف الفوز بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة عن فئة أفضل عمود رأي، فقد تحولت يومها إلى روميو الحقيقي وأصبحت ملء الأبصار والأسماع، حتى خيل إلي أن الجائزة علت على وجهها علامات الانشراح وهي تتمتم.. اقفز إلى الأعلى بخطوات أسرع لتتخلص من أحزان فقد الأحبة والأهل.
يقول “بيكنسفيلد”: “الرجل لا يبكي إلا مرة واحدة، ولكن دموعه تكون حينئذ من دم”، نعم.. بكينا في سجو الليل وأضاحي النهار حزنا على موت الأحبة، ومثلما نالت منا مآسي الراحلين، ألبستنا سنة 2021 وشاح الفرح والحب والأماني، وكأنها تقول لنا إن الآلام تطهر نفوسنا وتهذب أرواحنا.. هكذا هي الحياة، الأفراح والأحزان من فوقنا ومن تحتنا، والحبال الخفية تحوم حول أعناقنا، ولا نملك إلا أن نمضي ونبستم مؤكدين جاهزيتنا لأي شيء تمنحنا إياه الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية