العدد 4827
السبت 01 يناير 2022
banner
2022 وآفاق الخلاص من كورونا
السبت 01 يناير 2022

قبل يومين سألت ابني هيثم في دردشة عابرة: ما هي أمنيتك لعام 2022؟ فرد بما لم أتوقعه: “خلاص العالم من كورونا”، ولا أحسب أحداً من البشرية جمعاء لا تراوده هذه الأمنية، إذ لا خلاص لأية دولة في العالم من الوباء- نامية كانت أم عظمى - في ظل تنقله وانتشاره السريع في أرجاء المعمورة، سيما مع ظهور المتحور الهندي، فالمتحور “أوميكرون” الحالي، والآمال تحدونا بأن لا تعقبهما - كما تنبأ العلماء - متحورات قادمة، وحينما أبديت هنا ثقتي مع بدء انتشار كورونا عالمياً أوائل العام 2020 بخلاص العالم منه بنهاية العام نفسه كنت مأخوذاً بما حققته الثورة العلمية والتكنولوجية من قفزات مُذهلة في التطور، لكن سرعان ما تبين لي زيف توقعي، وإن كان في واقع الحال لم يكن أحد من العلماء والمختصين بالأوبئة قد توقع حينها أن يطول الوباء أكثر مما طال إلى يومنا هذا، وها نحن نستقبل العام الجديد على وقع فوبيا الانتشار السريع لأوميكرون.
لكن لماذا استمر الوباء أكثر مما هو متوقع منذ أول ظهور له في الصين 2019 قبل أزيد من عامين؟
لعل من بديهيات الأمور أن وباءً سريع الانتشار عالمياً بفعل حركة تنقل الأفراد بين الدول، إنما تتطلب مواجهته تعاوناً دولياً صادقاً للوصول إلى أفضل السُبل للقضاء عليه وتطهير الأرض من شره، كعقد مؤتمرات علمية تتوصل إلى خطة دولية واضحة المعالم وقصيرة الأجل تفضي إلى أفضل لقاح ناجع يكون تحت متناول كل دول العالم، خصوصا الفقيرة منها، فضلا عن التزام كل دولة داخلياً بتفعيل التدابير المشددة لمكافحة الوباء وعدم التساهل في خرقها، وواهمة دول العالم، خصوصا العظمى منها، إن هي اعتقدت إمكانية خلاصها من الوباء وحدها بمعزل عن التعاون الدولي المشترك ذي النوايا الصادقة.
على أن تعاوناً كهذا يتطلب حداً أدنى من الانفراج الدولي والتعايش السلمي فيما تسود بين دول العالم الآن - لاسيما بين الدول الكبرى منها - الحروب الباردة، دع عنك المنازعات والحروب الإقليمية. وفي ظل استمرار مثل هذا المناخ الدولي المسموم تنعدم - للأسف - فرص التعاون الدولي المنشود للقضاء على الوباء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية