العدد 4817
الأربعاء 22 ديسمبر 2021
banner
ممنوع الوقوف أو التدخين.. كلمات مفهومة لا تحتاج إلى ذكاء
الأربعاء 22 ديسمبر 2021

عندما تقرأ أمامك عبارة “ممنوع التدخين” أو “الموقف مخصص لذوي الإعاقة” أو “ممنوع الوقوف” وغيرها من لافتات التحذيرات، فهذا ليس معناه خطابا للمواعظ والحكم أو نزعة إيمانية تارة تشتد وتقوى، وتارة تضعف وتسترخي كالعقدة على الخيط مثلا، الأمر ليس كذلك، إنما احترام للقانون واحترام لنفسك والواجب والوطنية والمسؤولية، فكلمة “ممنوع” التي نصادفها في الطرقات والشوارع والمجمعات التجارية والوزارات والمؤسسات ومختلف الأماكن، لم تكتب لإعلاء شأن العاطفة فينا، إنما لتعميق إحساسنا بالمسؤولية مبطنة بنسيج من التحذير فيما يتعلق بالتمرد والتعدي على حقوق الآخرين.
لا أعتقد أن هناك إنسانا بحاجة إلى مزيد من التدريب والتركيز والذكاء بكلمة “ممنوع”، فهي واضحة وغاية في الدقة، وسيبقى معناها الأصلي كوحدة لا تتجزأ على مر العصور وحقيقة بين ضلوع الناس بمختلف الثقافات، ومع ذلك نجد هناك من يخرج عن إنسانيته الأصيلة ويقلد أفلام السينما وقصص المجالات، فتراه يدخن في منطقة ممنوع التدخين فيها، ويقود سيارته في طريق مكتوب عليه “ممنوع المرور”، ولأنه يدور في نفس فلكه الضيق تجده أيضا يقف في المواقف المخصصة لذوى الإعاقة، وعندما تلفت انتباهه يرد عليك كشخصية عصرية “إلا جم دقيقة اخوي.. با سحب من البنك وماشي”.
والعجيب “في بعض” المواقف أنك تشاهد من يمزق كتاب الالتزام والسنع والمسؤولية واحترام القانون، شخصيات لها منزلة في الصدارة من شكلها، ولا تتوقع أبدا أن تصدر منها أية تصرفات تبعث على الحيرة والالتباس، فإذا كان هؤلاء لا يلتزمون بالقانون والتعليمات، فكيف سيتدفق الخير ومعها القدوة الحسنة في أفئدة وعقول صغار السن، إذ من المؤكد أنهم سيستمرون على الطريق حتى يسقطوا.
لا توجد هناك فوارق واختلافات في الالتزام بالقانون، فكلمة ممنوع التدخين تطوف في مدارات الكون ومفهومة في كل مجتمع إنساني، أما الذي لا يفهم فعليه الانسحاب من المجتمع الإنساني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .