العدد 4816
الثلاثاء 21 ديسمبر 2021
banner
فشل في البلدي وسيترشح للنيابي!
الثلاثاء 21 ديسمبر 2021

من الظواهر التي تحتاج إلى قياس ومتابعة، تفكير بعض أعضاء المجالس البلدية الذين فشلوا بامتياز، ويخلو سجلهم من أي إنجاز حققوه لأهالي الدائرة طوال أربع سنوات، بترشحهم للمجلس النيابي القادم، في صورة تعكس بما لا يدع مجالا للشك قيام عالمهم على الماديات وحفظ نوع من التعاويذ للضحك على الناس واستغلالهم بكل الاتجاهات كما يريد أحدهم مثلما عرفنا وسمعنا.
رغم الوفرة في عدم أهلية هذا العضو البلدي وبشهادة الكثير من أهالي الدائرة، وغيابه التام عن النزول إلى الميدان ومتابعة قضايا ومشاكل دائرته، إلا أنه سيتصرف كالقضاء النافذ والقدر المحتوم والإعجاب بجماله المفرط، وسيترشح للمجلس النيابي وحوله اللوحات عليها أنواع التحيات، وتلفه أقواس النصر العظام، وسيتصور أنه سيصعد السلم الكبير بكل سهولة وسيستقبله الناخبون حسب ترتيبهم في البروتوكول ملقين عليه التحية.
الدائرة التي يفترض أن تخدمها كما ينبغي أن يكون بذمة وضمير حي، أرض لا يغلفها السحر وتحوطها الأسرار، فعلامات وحروف تهاونك وعدم متابعة تلبية احتياجات المواطن، تمثل لنا أصواتا كغيرها من اللغات، وحقيقة ماثلة أمام أهالي الدائرة مثل الجبال والأنهار، ومع ذلك اتخذت الاستعدادات من الآن لتقوم بدور النائب المنقذ للدائرة بالطواف على الناس تطالبهم بالهتاف لك “يحيا فلان”.
لقد وجد الناس لإهمالك وانعدام ثقافة العمل البلدي عندك آلاف الأشكال والمسميات، فكل أشكال الخلق والإبداع في سجلك معروفة ومكررة “توفير صهريج لشفط مياه الأمطار، أو تقليم الأشجار” والسلام ختام، وتعتقد أنك بذلك حققت قفزة كبيرة جدا في العمل البلدي تستحق شعرا قصصيا ينشده المداحون، ومواويل وحكايات وتصويرا حائطيا وإعلانات.
أليس عجيبا من عضو بلدي رسب في مهمته الوطنية لسبب أو لآخر، أن يخرج كتابه العجيب للناس ويقول لهم سأترشح للمجلس النيابي؟! كيف لموظف غير كفء إلى أبعد الحدود أن يكون في موقع المسؤولية ويجلس هكذا بسهولة بين الشمس والقمر والنجوم؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .