العدد 4815
الإثنين 20 ديسمبر 2021
banner
نادي المسرح بجامعة البحرين.. لماذا العزلة وأرضك خصبة!
الإثنين 20 ديسمبر 2021

إن الجمهور المتفتح فكريا ووجدانيا يستقبل الحراك المسرحي المحلي المتميز استقبالا إيجابيا، فهو يشارك في الحراك بإقباله المتزايد على مشاهدة العروض المسرحية المختلفة، وبمتابعة كل ما يكتب عن المسرح وفنونه، وبحضور حلقات المناقشة والندوات الفنية التي تعقدها المسارح، لكن ما نلاحظه هو ابتعاد نادي المسرح بجامعة البحرين بأرضه الخصبة الغنية بالمواهب والكفاءات وما به من مشاعل عديدة تتألق عن الجمهور البحريني، إلى درجة أن هناك أشخاصا لا يعرفون أصلا أن في جامعة البحرين ناد للمسرح يدفع بهذا الفن العظيم إلى الأمام في خطا مدروسة سديدة موفقة، وربما نعذرهم في ذلك بسبب قصور وتخلف نادي المسرح بجامعة البحرين عن دوره المنتظر في تأدية رسالته التي لا تقل في وزنها وتبعاتها عن رسالات المسارح الأهلية، إذ كل ما نعرفه عن نادي المسرح مشاركاته في المهرجان المسرحي الجامعي لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتنظيم الورش وغيرها من الأنشطة الداخلية، وكأنه يريد أن يؤدي رسالته في محيطه المرسوم المحدد.
لا يوجد مقياس لإدراك جودة الفن غير مقدار التمتع به، لهذا لابد أن يغزو نادي المسرح بجامعة البحرين آفاقه وينساب إلى أفئدة ونفوس الجمهور من غير طلبة وأساتذة الجامعة، فعلى الأقل تتم دعوة الكتاب والصحافيين والنقاد والمهتمين بالمسرح للعروض المسرحية التي يقدمها النادي، ليس لتقديم النصح والمساعدة.. إطلاقا، إنما للاستمتاع بالأعمال الرائعة التي تقدم والحافلة بالرؤى والإلهام، فحسب متابعتي لأخبار نادي المسرح على أيام أخصائي المسرح الفنان والمخرج القدير إبراهيم خلفان قبل تقاعده، كان أشبه بالمصنع الذي لا يكف عن الإنتاج، وقدم أعمالا قوية شهق من حولها المعجبون.
على نادي المسرح بجامعة البحرين أن يخرج من عزلته ويقدم إنتاجا يعيش مع الجمهور العادي خارج أسوار الجامعة، أي المجتمع الكبير، فهذه هي رسالة المسرح، توجيه وتثقيف وخلق المواطن، ودور كبير في عملية بناء المجتمع لا يقل في أثره عن أية وسيلة بناء أخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية