يبدو أن التصدي لظاهرة التسول في شوارع مدينة عيسى وغيرها من المناطق مسألة غير تامة في أغلب الأحيان، وربما تكون خاضعة لتصور المواطن نفسه وأحكامه التحليلية، وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن سبب تواجد عدد من المتسولين في منطقة معينة وبشكل دائم دون أي رادع وتحذير.
أمام مطعم شعبي شهير في منطقة جرداب تتواجد “متسولة” بشكل يومي، فما إن تقف السيارة أمام المطعم للطلب أو الاستلام، تنهض المتسولة من أمام الباب وتتجه إلى صاحب السيارة وتمد يدها أوتوماتيكيا ناحية الزجاج، وهي بطبيعة الحال لا تحتاج إلى دورات علمية وخبرة، فدراستها جيدة في الضحك والنصب على الناس، وذات يوم قلت للعاملة الآسيوية التي تعمل في المطعم.. لماذا تسمحون لهذه المتسولة بالجلوس أمام المطعم يوميا وإزعاج الزبائن، في الوقت الذي تقوم فيه الجهات المختصة بجهود كبيرة في مكافحة ظاهرة التسول في كل مكان، إنها ظاهرة قبيحة تسيء إلى محلكم في المقام الأول ثم إلى المجتمع.
وقفت أمامي كمن يدافع عن أفكاره أو قيمه وقالت، لا أعرف أي شيء، ومن المؤكد أن صاحب “الحلال” يعلم بتواجدها، جريت وراء المجهول واللامعقول وغير المتوقع بين ثنايا إجابتها وقلت.. هل يعقل أن صاحب المطعم يسمح لمتسولة بالالتصاق بالواجهة كملصق إعلاني ويعرف أن الأمر مرفوض وظاهرة تسيء للمجتمع البحريني؟ وقفت في مكانها وكأنها في مركز الكون وعين الله مركزة عليها وقالتI don,t know .
لقد قدم لنا هذا الموقف دليلا قاطعا على مساعدة بعض أصحاب المحلات في انتشار ظاهرة التسول في الأسواق بشكل أو بآخر، ولا نعرف هل هم بحاجة إلى الإرشاد والتوجيه والنصيحة بدل المتسولين أنفسهم، أم ماذا.. هل على الجهات المختصة القيام بانتفاضة وغارات وتغيير القانون لمحاسبتهم على تحويل محلاتهم إلى أوكار للمتسولين أو مسرح كمسارح برودواي يعرضون فيها ما يشاءون من الحركات والكلمات على أكثر من مستوى.