يقول الشاعر التونسي محمد بن صابر: “إنه من بنى المكارم صرحا.. شامخ العز مشمخر البناء، ما ثنت عزمه صروف بلا.. أو زئير العواصف الهوجاء، دمه كان حب أرض وشعب.. واهبا روحه بساح الفداء”.
نحتفي اليوم 17 ديسمبر بيوم الشهيد، هذا اليوم الذي نستقبله كما الربيع بقلب يملؤه الفخر، والعزة والكرامة، فشهداء الواجب من أبناء البحرين البررة قدموا البطولات النادرة التي سطروها وعلى نحو جماعي رائع في ساحة الشرف والكرامة، وكانوا كالورود التي تفعم الروض عطرا وهي تحكي حنينها إلى الاستشهاد مرة تلو الأخرى فداء للوطن، فالاستشهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن شرف عظيم.
يقول الله تعالى في كتابه: “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا”.
كما نعلم أن وزارة التربية والتعليم وبتوجيهات ملكية سامية خصصت درسا كاملا يوثق جهود أبناء البحرين ومساهماتهم في ساحات الشرف والفداء في كتاب التربية للمواطنة وحقوق الإنسان للمرحلة الثانوية “وطن 101” تحت عنوان “شهداء الواجب”، فبسير الشهداء والأبطال تتغير المفاهيم وتبنى الأمم، فهم الذين يمنحون الأرض الصلابة والقوة وسيرتهم اللامعة تمتد إلى عنان السماء، وتضحياتهم - ونيلهم شرف الشهادة - ستكون نبراسا لأجيال وأجيال قادمة، وقلة من الدول لها نفس الرؤية التي تنتهجها مملكة البحرين بتضمين ما يتصل بشهداء الواجب في المناهج الدراسية.
إن شهداء الواجب الأبطال استرخصوا التضحيات بالغالي والنفيس دفاعا عن أرض البحرين الغالية وعزة أهلها، وحفاظا على منجزاتها وصون مكتسباتها، وتوفير الأمن والاستقرار، لهذا فهم معنا ومن حولنا مثل النور والنقاء الإلهي.. الحب والأعياد، قصيدة وطن على صفحة البحر الفسيح.