في ظل التسابق على كل ما هو غربي، باعتبار أنه أساس التمدن والتحضر ومقياس التقدم، زاد الإقبال على المدارس الأجنبية، وحرص أولياء الأمور على تدبير نفقاتها ومصروفاتها مهما حملهم ذلك من عناء ومشقة، حيث يرى الكثيرون منهم أن هذا هو السبيل للمستقبل المضمون والآمن لأولادهم وامتلاك لغة ومهارات العصر.
وكل هذا قد يكون أمرًا محمودًا لا غبار عليه ولا اعتراض، وسباقًا إيجابيًا يعود بالنفع على المجتمع طالما أنه لا يأتي على حساب اللغة الأم وهي اللغة العربية كما يحدث ونراه كثيرًا، إذ بات مألوفا أن نجد أطفالا ومراهقين وشبابا لا يعرفون الكتابة باللغة العربية، ويجدون صعوبة في التحدث بها، في دليل كبير على الإهمال الذي تعاني منه لغتنا الجميلة، وعلى أن البعض ينظر إليها نظرة أقل كثيرًا مما تستحقه من تقدير واحترام.
وهاهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ترد وتؤكد أن الخط العربي فيه من الجمال والروعة والتناسق ما يجعله إرثا عالميًا بإعلانها ـ بعد مساعي من 16 دولة مسلمة بقيادة السعودية ـ إدراجه ضمن قائمتها للتراث غير المادي، أو “التراث الحي” وهو تعبير عن الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات - وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية - التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي”.
وكما قال وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، فإن هذه الخطوة ستسهم بشكل فعال في تعزيز التراث الثقافي غير المادي، وبشكل خاص فنون الخط في المجتمعات المحلية.
أما عن المطلوب بعد هذه الخطوة المهمة، فسأكتفي بما قاله أمين سر اتفاق اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، تيم كيرتس، بأن “تصنيف الممارسة الثقافية على أنها تراث ثقافي غير مادي يستلزم أن تكون ديناميكية وأن يكون لها معنى في حياة الناس، مؤكدًا أن هذا التصنيف يولد شعوراً بالفخر ويثير اهتمام الشباب، وأن الحفاظ على التراث غير المادي يحصل عندما يهتم به الشباب.