العدد 4808
الإثنين 13 ديسمبر 2021
banner
الوباء والأزياء
الإثنين 13 ديسمبر 2021

معروف أن الزي الإسلامي للمرأة أو الحجاب تحديدا يتعرض لهجوم شديد ومحاولات للحصار والتقييد في كثير من الدول غير الإسلامية، لدرجة وضعت النساء المحجبات في دوائر من الاتهامات والشكوك، وتم تصنيفهن في بعض الدول كمخالفات ومنتهكات للقوانين.
لكن، يبدو أن جائحة كورونا فرضت هدنة، وقد تحدث تحولا في إعادة النظر لهذا الزي القائم على الستر، وتمريره ولو على مضض دون إحداث ضجيج حوله أو إثارة الجدل على من يلتزم به، بعد أن باتت تغطية الوجه من ضرورات التصدي لفيروس كورونا، وإن كان بأشكال أخرى كالكمامات التي تؤكد كل الدراسات أنها تظل الإجراء الاحترازي الأهم في خطوط المواجهة، والآن تتسابق شركات الملابس ومحلات الأزياء وتتفنن في ابتكار وعرض أشكال جاذبة للكمامات وتغطية الوجه وإن كان لدواع تجارية وأسباب صحية. 
بعد أن كانت بعض الدول تتسابق في إجراءات حصار هذا الحجاب و”النقاب” وفرض الغرامات المالية وتقليل الأماكن المسموح فيها بارتدائه لأقصى مساحة ممكنة، تتدافع الآن لفرض العقوبات ضد من لا يلتزم بتغطية الوجه، وتوارت المزاعم والتبريرات التي كانت تتحدث عن المخاطر الأمنية والأخلاقية الناتجة عن هذه التغطية. وقد كتبت عليان خان وهي رئيس مجلس الأزياء والتصميم الإسلامي، مقالاً بصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قالت فيه: “الآن بعد أن أصبحت التغطية لأجل الحماية ممارسة معتادة لكثير من الناس، أعتقد أنها تسلط الضوء على الفوائد التي قدمتها الأزياء الإسلامية دائما، بينما تساعد في إزالة الوصمة عنها والقضاء عليها كذريعة للحكم على من يرتديها منا. أعتقد أيضا أن هذا التداخل سيدفع الأزياء الإسلامية لتصبح لاعبا عالميا أكبر في تحديد الأسلوب لسنوات قادمة”.
وأضافت خان: “خلال وباء كورونا، أصبحت الكمامة الواقية إيماءة العالم للنقاب، وباتت أغطية الوجه الآن لفتة مجاملة نهائية تجاه الأشخاص من حولنا، وبعد ارتداء الكمامات لأكثر من عام، تشارك بعض النساء اليوم وجهة نظر المسلمين في الشعور بالأمان خلف غطاء، خصوصا من انتباه الذكور غير المرغوب فيه”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .