في تصريحات عجيبة ومناقضة لما هو مستقر ومشاهد، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده وقفت دائما إلى جانب الشعب والحكومة العراقية، مشددا على أن وحدة واستقرار العراق موضوع استراتيجي ولا يجوز المساس به، معتبرا أن “أعداء شعوب المنطقة لا يريدون الأمن والاستقرار والتقدم للشعب العراقي، وهم يسعون وراء أهدافهم الشريرة من خلال إثارة الفتن، لذلك يجب على الجميع أن ينتبهوا لمثل هذه المؤامرات”.
ولم ينس الرئيس الإيراني الإشادة بالانتخابات النيابية العراقية التي أجريت في أكتوبر الماضي، معتبرا إياها إنجازا مهما لتحكيم سيادة الشعب العراقي على مصيره من خلال صناديق الاقتراع.
وقد جاء الرد سريعًا من قائد عسكري أميركي، إذ تزامن التصريح الإيراني مع توجيه قائد القيادة المركزية في القوات الأميركية، كينيث ماكينزي، أصابع الاتهام إلى إيران بممارسة دور سيئ في الانتخابات العراقية من خلال التضليل، حيث ملأت الإنترنت بالكثير من المعلومات المضللة لتلك الانتخابات، وأضاف في ندوة عربية أميركية أن طهران قامت بترهيب الناخبين العراقيين، وسعت لتحويل العراق إلى عميل إيراني، وحرضت المليشيات التابعة لها للاحتجاج على النتائج حتى لو تم استخدام العنف، ملمحًا إلى أن هذه المليشيات نفسها هي التي حاولت اغتيال رئيس الوزراء العراقي لفشلها في تحقيق أهدافها.
هذا فيما يتعلق بالانتخابات، أما فيما يخص استقرار العراق، فإننا نستعين بتصريحات السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي، خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث هدد فيها بتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف مناطق في إقليم كردستان العراق، قائلا: “إنه في حال عجز بغداد أو أربيل عن منع استخدام أراضي كردستان من قبل المعارضة الإيرانية، فإن طهران ستنفذ عمليات عسكرية ضد حركات المعارضة حتى وإن كانت في العراق.
وفي السياق المتعجرف ذاته، أكد العميد علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري أن إيران ستدخل في أي مكان يجلب الأمن، معترفا بتدخلات إيران في بعض الدول، قائلا: “تدخلنا في أي مكان يجلب الأمن.. انظروا لليمن وسوريا”. لسنا بحاجة لأكثر من ذلك لتحديد من هم أعداء شعوب المنطقة.