+A
A-

العلوي لـ"البلاد": ميدان الفن والأدب في المحرق يحتاج وحده إلى كتاب خاص

استطاع الكاتب خالد إسماعيل العلوي بثقافته العريضة وقراءاته العميقة أن يقدم للمكتبة البحرينية بل والخليجية كتابا قيما عن تاريخ المحرق، وهو "من ذاكرة الفريج .. حكايات وأحداث من واقع أيام زمان"، كتابا يتميز بوحدة الموضوع القائمة على التخطيط العلمي المدروس التي أصبحت أساسا لكل عمل علمي أو أدبي نافع وخاصة في هذا العصر.

العلوي استطاع بهذا المجلد الضخم أن يقدم للدارسين والنقاد والمهتمين في كل صفحة، بل في ثنايا سطور الصفحة الواحدة ، ما يدفعهم إلى التدارس والبحث والاستمتاع بمظاهر النشاط الاجتماعي المتعدد في مدينة المحرق العريقة.

عن تجربة هذا الكتاب التقت " البلاد" خالد العلوي، وفيما يلي نص اللقاء:

حدثنا عن فكرة تأليفك كتاب "من ذاكرة الفريج"؟

كانت الفكرة موجودة منذ زمن بعيد عندما كنت أعمل في جامعة الخليج العربي كأستاذ مساعد حينها، فبدأت أسجل معلومات وأحفظها من خلال تدوينها في أوراق مبعثرة، وكنت كلما استرجع في ذاكرتي حدثا أو موقفا معينا أدونه في شكل نقاط وأفكار، ومن ثم إلى عناصر رئيسة، إلا أن من أشعل الفكرة في رأسي هو أنني كنت في لقاء تلفزيوني استضافني فيه الأخ والصديق يوسف محمد الذي تلقى اقتراحا من شقيقي الأصغر عادل العلوي، حيث كان البرنامج يتعلق بأيام زمان، ومن هنا تحمست لفكرة الكتاب بشكل أكثر جدية من ذي قبل، إذ أدركت أنه لا يوجد كتاب يتحدث عن حقبة زمنية تخص جيلنا الذي ولد في منتصف الخمسينات.

ما الصعوبات التي واجهتها في هذا المشروع الضخم؟

الصعوبة الوحيدة التي واجهتها هي أنني لم أعثر على مراجع رسمية تتحدث عن تلك الحقبة التي حددتها منذ منتصف الخمسينات إلى منتصف السبعينات، وأقصد أنه لم يكن هناك حتى كتاب يشير إلى ذلك، اللهم من خلال قراءاتي السريعة لبعض كتاب الأعمدة أو من خلال بعض اللقاءات التلفزيونية أو الإذاعية. ولهذا قطعت عهدا على نفسي أن أبادر وأكون أول من يوثق هذا التاريخ بشكل مفصل ودقيق معتمدا على ذاكرتي الشخصية، مسجلا كل الوقائع التي عشتها وعاصرتها لحظة بلحظة.

هل ترى من خلال خبرتك أن المكتبة البحرينية بحاجة إلى مثل هذه الكتب .. هناك كتاب عن البديع، وأيضا الرفاع، أما بقية المدن فمع الأسف ربما لا يعرف عنها الجيل الحالي إلا القليل؟

المكتبة البحرينية بكل تأكيد بحاجة إلى مثل هذه الكتب ذات الحقائق والوقائع التاريخية الدقيقة والمفصلة، خصوصا عن منطقة المحرق بعراقتها وموروثاتها الشعبية، ولاشك أن هذا الكتاب سيكون إضافة للمكتبة البحرينية، بل كنزا ثقافيا لتلك الأجيال التي لم تعرف عن تلك الحقبة الزمنية، ولا أريد أن أبالغ إن قلت إن هذا الكتاب هو ثروة وطنية يجب الحفاظ عليه واقتنائه في كل بيت محرقي وبحريني وليس هذا من باب الترويج، بل التأكيد على أن الثقافة في حد ذاتها كنز ثمين خصوصا إذا كان هذا الكنز يخص الآباء والأجداد.

هل اعتمدت في كتاب "من ذاكرة الفريج" على جهدك الفردي؟

نعم، وبكل فخر واعتزاز اجتهدت كثيرا واعتمدت على مخزون ذاكرتي الشخصية في توثيق المعلومات القيمة عن تاريخ المحرق من خلال قصص وحكايات وأحداث عشتها عن قرب ولا مست كل تفاصيلها من خلال مسيرتي الذاتية. فكنت شاهدا على عصرها من خلال مرحلة زمنية من العمر تضمنت 16 عاما منذ الولادة العام 1956 إلى العام 1972، كما استعنت ببعض الاقتراب والأصدقاء والمعارف لتزويدي ببعض المعلومات والأسماء والأماكن والشخوص.

ألا تتفق معي أن ميدان الفن والأدب في المحرق يحتاج وحده إلى كتاب خاص يعطينا رسما دقيقا للحياة الأدبية بطولها وعرضها وصورتها الكاملة؟

نعم، أتفق تماما على أن ميدان الفن والأدب في المحرق يحتاج وحده إلى كتاب خاص؛ لكي يعطينا رسما دقيقا للحياة الأدبية بطولها وعرضها وصورتها الكاملة. بالرغم من اجتهادي ومحاولتي في رسم شيئا حول هذا الجانب المهم وفقا لمعلوماتي المتواضعة، استطعت أن أشير إلى بعض ملامحها في الجانب الفني بحكم اهتماماتي وحبي للموسيقى.

متى سنرى الجزء الثاني من كتاب "من ذاكرة الفريج" وما الإضافة؟

حقيقة بدأت بتجميع العناصر والأفكار الرئيسة المتعلقة بالجزء الثاني منذ فترة بعيدة قد تكون متوازنة مع فترة الجزء الأول، حيث كانت في صورة تسلسلية وعلى رتيبة تتابع مع الكتاب الأول، إلا أنني أدركت بأن العمل سيكون ضخما جدا، ومن ثم يحتاج إلى مجلد من جزأين، ولهذا ارتأيت أن يكون الجزء الأول هو فيما يخص مسيرتي الذاتية، وأعتقد أن الجزء الثاني سيأخذ شكلا مختلفا عن الجزء الأول وفقا للمرحلة الزمنية التي تكاد تكون منسية هي الأخرى من تاريخ البحرين الثقافي والتي تتميز بجوانب حافلة من التحول.
ولكي لا نسبق الأحداث، انتظروني في الجزء الثاني من الكتاب الذي سيأخذ مني جهدا ووقتا كافيا؛ لكي يرى النور في صورة مشرفة.

كلمة أخيرة؟

وددت أن أسجل تنويهي واعتذاري لكل من سقط اسمه سهوا أو معلومة لم أوفيها حقها. أتمنى أن يلتمس لي العذر كل أولئك الأشخاص ممن كان لهم صلة أو علاقة بموضوع كتابي ويمثلون منطقة المحرق إن لم أكن منصفا في استيفاء حقهم، كما أعتذر عن أي خلل أو ثغرة أو هفوة غير مقصودة. بمعنى آخر إن كان ثمة أخطاء وردت، فإنها بالتأكيد غير مقصودة بتاتا، وأعد قرائي بأن كل من لديه ملاحظة حول الكتاب أو أسماء أشخاص لم تذكر أو معلومات ناقصة بأن يتم تزودي بها لكي أقوم بتعديلها وتصحيحها في الطبعة الثانية.