العدد 4807
الأحد 12 ديسمبر 2021
banner
مهارة تلميع الأحذية
الأحد 12 ديسمبر 2021

خلال سنوات عملي متنوعة المجالات، رأيت أسماء يصعد نجمها تدريجياً، بعمل عصامي شاق، استغرق منها سنوات من العمل والتعب، وهي تحفر الصخور الصلبة بأظافرها، حتى بلغت ما بلغته اليوم، من مكانة، واسم يشاد به، وشهرة، وعلاقات، وسمعة طيبة.

وكما أن هناك من يفعل ذلك، إيماناً منه بالمبدأ، والذي ينال به الفرد ما يستحقه دون زيادة أو نقصان، فإن هناك فئة أخرى بمجالات العمل المختلفة تعتاش في صعودها على النفاق والابتذال والتلميع، بمهارة لا يحسدون عليها.

اختيار الطريق المختصر للصعود واختصار السنوات الزمنية، يواكبه سقوط أسرع، وهذه حقيقة لا جدال فيها، فما بني على باطل فهو باطل، ولا يمكن أن يستمر ولو بعد حين، ولا يوجد ما هو أسوأ من فقدان المرء كرامته، واحترام الناس له، وهو يعرف بقرارة نفسه أنهم على حق بذلك.

وكنت قد تناقشت مع أحد الأصدقاء عن هذا الأمر أخيراً، فوصلنا إلى اتفاق بأن القصور في التربية، والابتعاد عن الدين، والظروف الاقتصادية الصعبة، كلها لعبت دوراً محورياً في تحويل البعض لضباع ووحوش كاسرة ونمور وتماسيح، لا ترى شيئاَ حين تجوع إلا اللحم والدم.

هذه المشاكل التي تنخر بالمجتمع، وتؤثر على بيئات العمل المختلفة به، وعلى استقرار الأسرة نفسها، لا يمكن حل واحدة منها على حدة، دون الأخرى، فهي مرتبطة ببعضها البعض، ومتى ما انفكت عقدة واحدة منها، ستفك بقية العقد الأخرى تدريجياً، ولكن بمسؤولية صادقة من قبل الجميع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .