+A
A-

العامر: مملكة البحرين نجحت في توفير التعليم للجميع وفق أهداف التنمية المستدامة

- دعم استراتيجية المنظمة 2022-2025 واستعداد للمزيد من التعاون

على هامش مشاركة وفد مملكة البحرين في المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في دورته الـ 41، والذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، حضرت الأستاذة أحلام أحمد العامر الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم اجتماعات عدد من اللجان، ومن ضمنها: لجنة التربية، ولجنة العلوم الاجتماعية والإنسانية ومجموعة الدول العربية.

وخلال المشاركة في لجنة التربية، تقدمت العامر بجزيل الشكر والتقدير إلى منظمة اليونسكو وجميع المكاتب والمعاهد التابعة لها، على إسهاماتها الجليلة في الارتقاء بالتعليم على مستوى العالم، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وبخاصة الهدف الرابع وهو "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة"، مؤكدةً أن مملكة البحرين في ظل قيادتها الحكيمة قد نجحت في تحقيق هذا الهدف لجميع المستحقين للخدمة التعليمية، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين تم دمجهم في التعليم بنجاح، بما أسهم في تصدر المملكة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر مستوى التعلّم حسب تقرير البنك الدولي.

وأضافت العامر أنه تم في مملكة البحرين وضع السياسات والمناهج القائمة على قيم المساواة وعدم التمييز والإنصاف وتكافؤ الفرص والتسامح والتعايش والتنوع والتعددية وقبول الآخر والحوار والوسطية والانفتاح والعيش بسلام، وهي ذات القيم التي تتبناها الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا)، والتي تنطلق بالمتعلم من المواطنة المحلية واعتزازه بالقيم والهوية الوطنية الجامعة إلى المواطنة الإقليمية والعالمية، ومن ثم المواطنة الكونية للحفاظ على كوكب الأرض، والمواطنة الرقمية في ظل التحول الرقمي، مع ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان ونبذ العنف ومكافحة خطاب الكراهية والصور النمطية.

وأشارت إلى أن الوزارة تعمل على خلق فرص التعلم مدى الحياة للمتعلمين، وتهيئتهم للوظائف المستقبلية ومتطلبات سوق العمل، بمهارات حياتية تضمن النجاح في الحياة والعمل معاً، إلى جانب تنمية قدرات المعلمين كأولوية استراتيجية لتحقيق الأهداف، من خلال إتاحة أكبر عدد ممكن من فرص التطور المهني النوعية، سواء في استراتيجيات التعليم والتعلم أو إكساب مهارات القرن 21 للمتعلمين، لتشجيعهم على الإبداع والابتكار والتفكير الناقد وحل المشكلات، بالإضافة إلى رقمنة المناهج والتعليم.

وأوضحت أن مملكة البحرين قد ربطت ساعات التمهن المعتمدة للمعلم بفرص ترقيه على السلم الوظيفي، بما ينعكس إيجاباً على أداء المتعلمين، كما استشهدت بالتعاون السابق مع مكتب التربية الدولي الذي يمثل تجربة ناجحة يحتذى بها، فقد أشاد المكتب بمشروع المدرسة المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان الذي تم تعميم تطبيقه على جميع مدارس المملكة، وهو يجمع بين منهج التربية للمواطنة ومناهج المواد الدراسية الأخرى، والأنشطة اللاصفية التي تتمثل في مجموعة من السلاسل العملية التطبيقية، آملةً استمرار التعاون مع المكتب في المرحلة القادمة.

ونوهت العامر بالتعاون المثمر بين مملكة البحرين ومنظمة اليونسكو، والذي يشمل إنشاء المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال على أرض المملكة، بإشراف المنظمة، والذي كانت الاستفادة منه كبيرة على صعيد البرامج المتطورة لتدريب المعلمين وتمكينهم من المهارات الرقمية، فالمملكة تعمل يدًا بيد مع اليونسكو لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتأتي جائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم لتكريم المبادرات المتميزة في مختلف الظروف، تتويجا لهذا التعاون والجهود المشتركة.

وخلال لجنة العلوم الاجتماعية والإنسانية، أكدت العامر أن المملكة تولي اهتماماً بالغاً ببرنامج العلوم الاجتماعية والإنسانية، وهذا الاهتمام ينعكس على الأولويات وخطط العمل المنفذة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك بترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان، مشيرةً إلى أن الشباب يمثلون الشريحة الأكبر في مجتمع المملكة، والاهتمام بها كبير ومتميز،  وذلك بتوجيه كافة القطاعات لتقديم مبادرات وبرامج نوعية للمساهمة في بناء قدراتهم والاستفادة من إمكانياتهم وتفعيل مشاركتهم الحقة في مختلف مجالات الحياة وتحفيزهم كقادة في المستقبل.

 وأشارت العامر إلى أن الوزارة تعمل على تمكين الطلبة رقمياً، وفقاً لمهارات القرن 21، ويتوازى ذلك مع زيادة وعيهم بالأمن السيبراني وتحصينهم فكرياً، أما فيما يتعلق بأهمية الذكاء الاصطناعي، فقد أعربت عن ترحيب المملكة بوثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي المعدة من قبل مجموعة العمل برئاسة سعادة سفير دولة الكويت السيد آدم الملا،  مثمنةً ما جاء فيها، ومؤكدةً أن هناك العديد من الممارسات الحياتية والتعليمية والحلول الابتكارية التي تقوم جميعها على الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن الاستفادة منها لتحسين جودة الحياة في شتى المجالات.

وأكدت العامر أن مناهج مملكة البحرين تتضمن البرمجة الإبداعية والخوارزميات والروبوتات والإلكترونيات الرقمية، كما يتم العمل على إنشاء جامعة عيسى الكبير - الهداية الخليفية، التي ستستضيف برامج دولية لتدريس الذكاء الاصطناعي، بالتنسيق مع أعرق الجامعات الدولية، وكذلك يجري تطوير مركز ناصر للتأهيل والتدريب، لتحويله إلى مدينة علمية تحتل دور الريادة في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، كما تم فتح برامج دراسية في كليات جامعية تطبيقية ومعاهد فنية مهنية، بالإضافة إلى العديد من الجوائز والمبادرات.

وباسم وفد مملكة البحرين، دعمت العامر الاستراتيجية متوسطة المدى من 2022 إلى 2025، مؤكدةً استعداد المملكة لمد المزيد من جسور التعاون مع اليونسكو، من أجل تحقيق الأفضل لكل شرائح المجتمع على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.