العدد 4782
الأربعاء 17 نوفمبر 2021
banner
هل الكاظمي جزء من التغيير الإقليمي؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2021

هناك أسئلة عديدة تتوارد إلى الأفكار، وأيضا جدل يصل إلى حد عدم الفهم في ما يخص الصراع الداخلي العراقي الذي يلقي بظلاله على الإقليم والمنطقة، وهذا ما ثبت بعد حرب ٢٠٠٣م، وما نتج من عدم استقرار إقليمي بسبب الحرب آنذاك، وكان احتلال أميركا قد خلق فجوة وفراغا استغلته دول إقليمية، ورغم تغير نظام صدام حسين إلا أن التغير جر العراق للفوضى والحرب الطائفية التي نخرت في جسد الشعب والدولة العراقية، ورغم تغير أكثر من ست حكومات منذ 2003م، إلا أن العراق لم يستقر أبدا حتى 2019م عندما انطلقت ثورة شعبية بالمحافظات الجنوبية للعراق تطالب بإبعاد أحزاب السلطة الموجودة منذ 2003 عن المشهد السياسي، واستطاعت هذه المظاهرات التي استمرت لأشهر إسقاط حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي وأيضا تغيير قانون الانتخابات البرلمانية، وقد خلف عادل عبدالمهدي رئيس جهاز المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي، والذي بدأ الحكم بمحاولة نزع السلاح المنتشر خارج إطار الدولة، واستطاع أن يكشف قتلة بعض الناشطين، ما أثار حفيظة بعض الأحزاب التي دفعت لقتل الناشطين حسب الاتهامات من قبل الناشطين وبعض الجهات غير الحكومية، لكن بكل الأحوال استطاع الكاظمي أن يكون رجل المرحلة.
ويحاول أن يسير باستراتيجية تجعل العراقيين يغادرون خديعة الأحزاب الراديكالية، والذين تأثروا سابقا بطرحها، كالدفاع عن الطائفة أو مقاتلة الديكتاتورية.. والتأكيد على عودة العراق بقوته السابقة، فعودة العراق القوي ستضعف الكثير من الدول التي حاولت السيطرة على العراق من خلال نفوذها والعودة إلى ما قبل ٢٠٠٣، وأعتقد أن الكاظمي استطاع وقف الدول المتصارعة في المنطقة مثل إيران وتركيا وأميركا وروسيا التي وصلت إلى مرحلة الصدام العسكري، وهذا كان سيخلف حربا إقليمية يتأثر بها الجميع، وأرى أن الكاظمي استطاع أن يكون عنصر توازن، وحاول أن يقلل حدة الصراع الدولي في المنطقة، لذلك ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن الكاظمي يستطيع أن يكون رجل المرحلة للوقوف في وجه تمدد بعض الدول الإقليمية في المنطقة، لذلك تعرض لمحاولة اغتيال وستتكرر إن بقي الكاظمي في منصبه، لأن الموالين للأجندات الخارجية يعتبرون الكاظمي المشكلة التي ستقف في وجه سيطرتهم على العراق كما سبق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .