العدد 4781
الثلاثاء 16 نوفمبر 2021
banner
لا ترهبوا المعلم
الثلاثاء 16 نوفمبر 2021

حكايات متعددة، نسمعها بين الحين والآخر، عن توقيف هذا المعلم أو ذاك، هنا وفي أقطار عديدة بالعالم العربي، لأسباب مختلفة تتعلق بتعامله مع الطلاب.
لكن.. وكما أن للطالب الحق الكامل في الحماية من أذى المعلم، وهو أمر مفروغ منه ولا نقاش فيه، ألا يجب أيضاً أن يكون للمعلم نفسه نصيب من ذلك؟
في لقاءات متعددة، جمعتني بمعلمين أفاضل، منهم من هو على رأس العمل، ومنهم من هو متقاعد، أخذنا سياق الحديث إلى هذا الجانب مرات عدة، فماذا قالوا؟
قالوا وبالحرف، إن هناك غيابا للرؤية عربياً فيما يتعلق بحماية المعلم من إساءات الطلبة، وتعدياتهم، بل إن منهم من تعرض لتلفيات في سيارته، بسبب صرامته في الصف، أو لدرجات منخفضة منحها لبعض الطلبة الكسالى، دون أن يعوضه أو يحميه أحد.
قالوا أيضاً، إن المتعارف عليه فور وقوع حادثة ما، أن تتجه الأنظار كلها إلى المعلم دون الطالب... المعلم الذي بات عليه أن يبتلع الإهانات بلعاً لكي لا يمنح إنذارا، أو يفصل من وظيفته، فمن الذي يرضيه هذا؟
هناك وصف وظيفي للمعلم، نعم هو كذلك، وهو وصف يلزمه تأدية واجبه بإطار قانوني ووظيفي، يحول دون دخوله دهاليز لجان التحقيق والتأديب، لهذا السبب وذاك.
لكن ماذا عن الوصف الخاص بالطلاب أنفسهم؟ وما هو دور الأسرة والأبوين اللذين يقيمان الدنيا ولا يقعدانها، على أقل شعرة تمس رأس ابنهم، في الوقت الذي يمرغ به الأخير أنف معلمه التراب، بالإهانات، وربما التعدي الجسدي.
لابد من سن قوانين وتشريعات تحمي أطراف العملية التعليمية كلها، دون أية محاباة أو تفضيل لأي طرف، ووقف هذه الفوضى التي حولت المعلم لمخلوق خائف، ضعيف، لا يقدر أن يواجه طلابه حتى بأخطائهم، ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .