انطلقت أعمال الدورة الرابعة من منتدى باريس للسلام يوم الخميس الماضي بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات، ويرمي هذا المنتدى إلى استعراض الحلول التي تساعد دول العالم في سد الفجوة التي خلفتها جائحة كورونا بين الدول اجتماعيًا واقتصاديًا على نحو شامل وتضامني.
وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات لرؤساء الدول حول ذات الشأن، وتطرقوا من خلالها إلى آليات تعزيز التضامن الدولي لمواجهة الأزمات.
ومن مملكة البحرين، تقدم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بكلمة أكد فيها أهمية “التعاون الدولي الوثيق والقائم على ركائز ثابتة، باعتباره السبيل أمام دول العالم لتحقيق أهدافها المشتركة في توفير حياة آمنة ومستدامة للبشرية جمعاء”. وقد جاءت كلمة جلالة الملك المفدى لتؤكد رؤيته حفظه الله للأحداث والأزمات العالمية، والتي تتطلب الوقوف أمام التحديات بجهود متكاملة بين دول العالم، لتحقيق الأهداف المشتركة لمرحلة التعافي بعد جائحة كورونا ومواجهة أزمة المناخ.
وانطلاقًا من رؤية جلالته يستلهم العالم أهمية التركيز على أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ باعتبارها مسؤولية عالمية مشتركة لتحقيق الأمن والسلام الدولي، وتحقيق العدالة والمساواة، وتعزيز حقوق الإنسان.
إن هذه الرسالة السامية بما تحمل من رؤى ثاقبة جاءت لتؤكد النهج الحضاري المتبع في مملكة البحرين، وهو الذي يجعلها نموذجًا في تعزيز الثوابت الراسخة وتأكيد المقومات الخاصة، وتعزيز التعاون الوثيق للتواصل والتضامن والسلام، وهو حتمًا كما يرى جلالته الحل الأمثل لمواجهة كل أزمة للبلدان التي تتطلع لدعم مسيرتها في التنمية لبناء مستقبل مشرق. وختام الكلمة السامية حمل دعوة صادقة للتضامن الدولي عبر منظمة الأمم المتحدة، لتبني مبادرات نوعية بناءة للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعوب لتحقيق التنمية والرخاء.
إن هذه الرسالة الختامية الواعدة تؤكد الحاجة لضمان الاستقرار الدولي باعتباره أولوية وضرورة لحماية مكتسبات الشعوب وضمان توفير سبل الأمن والرخاء.. أما نحن، وكل شعوب العالم، فإننا نستلهم من باريس للسلام، ما يتوجب علينا كي نساهم في تحقيق تلك المبادرات التي ستأخذنا بعيدًا عن خط الأزمات والتحديات، لنصل نحو قمة الازدهار.