+A
A-

" بشغف يمتزجان" حينما يتحد التشكيل مع المسائل الفكرية والفلسفية

هناك قوة في الكون تستمر إلى ما لا نهاية، وإنها غير محسوسة، وإن هي اتخذت لذاتها أشكالا محسوسة، فالمحسوسات جميعها تتبطن عن شيء غير محسوس، وذلك الشيء هو حقيقتها التي لا تتغير ولا تتبدل، في حين أن أشكالها الحسية معرضة للتغير والتبدل، فلا ثبات لها.


ذلك ما يمكننا أن نطلق على المعرض المشترك الذي جمع بين الفنانة التشكيلية أريج رجب والشاعر بدر الرويحي والذي حمل عنوان "بشغف يمتزجان" بقاعة مركز الفنون بحضور مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة وسوف يستمر لغاية 24 نوفمبر الجاري.


المعرض يتحدث حول الزهرة، حيث يتّخذها موضوعاً رئيساً تجريداً لهذه التجربة الإبداعية، وسيعايشها الجمهور الزائر للمعرض عن قرب وهي تتراءى بأشكال ومعان مختلفة وكحياة بكل بساطتها وتعقيداتها. ويعمل المعرض على معالجة العديد من القضايا، خصوصاً فترة التحديات الكبيرة التي شدها العام ماضي.


وقد تم اختيار الزهرة؛ ليتم طرحه عبر هذا المزيج الفني/الأدبي المشترك، والذي يتميّز بإسقاطات فلسفيّة ويطرح علامات استفهام تترك لمخيّلة المتلقّي كامل الحرية في انتقاء الإجابات التي تليق به لتفسير وتأويل ما يشعر به ويتفاعل معه بلا سقفٍ افتراضي يقنّن انطلاقة أفكاره.

الشاعر بدر الرويحي قال في تصريح لـ "البلاد": لقد جاءت فكرة المعرض من هاجس ورؤية كنت أريد من خلالها أخذ الشعر إلى منطقة جديدة لم يسبق لي أن وصلت إليها أو أقدمت عليها، ومن ثم اتفقت مع الفنانة أريج رجب أن نخوض التجربة معا كل في مجاله وتم اختيار "الزهرة" من منظور فلسفي، فالزهرة قد تكون الأم، وقد تكون الوطن، وقد تكون الحبيبة، وقد تكون الانتماء وعلى المشاهد وضع يده على ما يشعر به تجاه العمل المعروض.
وأضاف الرويحي..اللوحات المعروضة هي لوحات تجريدية عن "الزهرة" وديوان الشعر يحمل قصائد مختلفة، ولكن في المجمل هو عبارة عن قصيدة واحدة متكاملة عن الزهرة.

وردا على سؤال "البلاد" عن تكرار التجربة مع الفنانة أريج رجب قال الرويحي: هذه هي خطوتنا الأولى، ومن ثم نفكر في الخروج بالتجربة إلى دول الخليج والدول الأوروبية، علما بأن التجربة تأخرت سنتين بسبب جائحة كورونا.


وبدورها أكدت أريج رجب أن هناك استمرارا وديمومة لكل شيء سواء كان حيا أم كان جمادا، وأن كل كائن هو استمرار لكائن آخر، وكل شيء من حولنا هو عبارة عن توليفة سائلة ومبهمة من الخطوط الجميلة والإيقاعات السحرية.

"المسائل الفكرية والاشتغال بالفلسفة"
من الجميل جدا أن يحول الفنان التشكيلي اهتمامه إلى المسائل الفكرية والاشتغال بالفلسفة كما فعلت أريج رجب، وأيضا من المهم أن يستغل الشاعر الإشارة الإلهية التي تمنحه الإلهام في كتابة القصيدة إلى الاقتران باللوحات التشكيلية والتوقف عند طبيعتها كما فعل الشاعر بدر الرويحي. فأريج استطاعت في هذا المعرض بما ملكته من قدرة التركيز والإيجاز في اللون أن تحقق للوحة عنصر الترابط الوثيق مع قصائد الرويحي، كما تميزت في استخدام المقابلات اللونية الرائعة في قوة من التركيز والإعجاز.