+A
A-

عبدالرحيم لـ"البلاد": معرض "طريق الحج" تراجيدية حياة بالنسبة لي

في معرض امتدت فيه شرايين الضوء لإحياء ذكرى وفاة رمز من رموز الأدب في مملكة البحرين، افتتح يوم أمس الأول بمتحف البحرين الوطني معرض" طريق الحج..في ذكرى فريد رمضان" بحضور فرح مطر مديرة إدارة الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار وعدد من الفنانين والأدباء وأصدقاء الكلمة.

هذا المعرض عبارة عن أخر الكتب الفنية المشتركة بين الكاتب الراحل فريد رمضان والفنان جمال عبدالرحيم، والخطاط الراحل عبد الإله العرب، ويقدم 82 عملا تمثل رحلة في جوف تاريخ الإنسان والخالق والمخلوق والمعبد والجبال.


وفي تصريح خاص لـ" البلاد" قال الفنان جمال عبدالرحيم: حينما بدأنا في وضع لوحات المعرض في بهو متحف البحرين الوطني، كان في نفس يوم ولادة فريد رمضان الموافق 4 نوفمبر، واليوم نحن نفتتح المعرض بتاريخ 6 نوفمبر وهو يوم وفاته. فريد رمضان لم يكن صديقا عاديا وإنما اكبر من ذلك بكثير، وهذا المعرض جاء ليترجم صداقتنا الطويلة منذ كتاب " نوران" وكذلك نحتفي اليوم بالصديق والأستاذ الخطاط عبدالإله العرب الذي شاء القدر أن تكون أخر بصمة لقصبته في هذا المعرض، حيث شاركنا العمل وبيد مرتعشة لرغبته في رثاء فريد، الصديق الذي انفجر بكاءا على فراقه بعد أن خط الكلمات، وربما كان يقصد رثاء نفسه، حيث توفى بعدها بأسابيع قليلة.


وأضاف جمال: هذا المعرض يمثل بالنسبة لي تراجيدية حياة، فبعد وفاة الصديق فريد رمضان، لحقه الخطاط عبدالإله العرب ، وبعد ثلاثة أسابيع توفيت والدتي، وكان الموقف لا يحتمل من المعاناة وألم الفراق، ولكن هذه سنة الحياة وطريق الإنسان.


"فرانشيسكو دي غويا"
بدأت الفكرة من كتاب "النزوات" لفرانشيسكو دي غويا، الذي ألهم الصديقان فريد رمضان وجمال عبد الرحيم للبدء في هذا العمل، هنا في "طريق الحج" يأتي العمل في اثنين وثمانين لوحة، مطعمة بنصوص فريد رمضان، وقد وضع فيها جمال عبدالرحیم لب تجربته في الطباعة وتقنياتها. وفي كل هذا التناص الروحي بينهما تمتزج الكلمات بالصور ويسافران معا في طريق واحد للحج كل بقلبه وطريقته. كان فريد بكتب باليسرى ويكثف المعنى، يكبر المعني باختصار العبارة، حتى تحول العمل إلى رموز، أبسط وأكثر عمقا.


ثم انضم إليهما الأستاذ عبد الإله العرب بقصبته التي طالما خطت الكثير من أعمال جمال عبدالرحيم الفنية. حيث ان "طريق الحج" كان آخر الطرق التي يمشيها فريد رمضان وعبد الإله العرب سويا إلى نهايتها، وكما استخدم فريد يده اليسرى للكتابة، ارتعشت قصبة الأستاذ في يده لتكتب نهاية الطريق مع المرض ولتسدل الستار عن محاربين سلاحهما القصبة والقلم، حيث خاضا في معتركات الفكر بهدف التحرر من مسافات العمر.


"مجاعة التعبير"
حينما طفت في أرجاء المعرض شهقت بالحلم وكأن فريد بقربي ويطوف معي، وعبدالإله العرب يستوطن دائرة الضوء وينظر إلينا. فطعنة فراقهما عميقة في الصدر. كنت في حالة أشبة بمجاعة التعبير ولم أجد من يفكك الكلام. عندما أحدق في أي لوحة اشعر بأنني سائر في التيه وابكي نائحا، كان وجه فريد يطل محملا بالعشق والمحبة، وعبدالإله العرب يمنح الحرف أشرعة العبور.