العدد 4774
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021
banner
كشوفات إنتاجية النواب ليست مخلوقا أخرس
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021

لقد تحول مجلس النواب وهو يعيش آخر أيام فصله التشريعي الحالي، إلى مركز للبحوث والدراسات والنقاشات، وزواخر من المشاعر والمخاوف والأحلام، وكأن الوضع أشبه بسباق المارثون الطويل، يغيب فيه المتسابق ساعات عديدة وعندما يقترب من خط النهاية يزيد سرعته ليخطف الفوز، وبعض نوابنا ينطبق عليهم هذا الأمر، غياب تام وجلوس بلا نبض لثلاث سنوات ونصف، واليوم ومع الاقتراب من خط النهاية استفاقوا مذعورين بقائمتهم المرقمة والمصنفات، ولبسوا النظارة للاطلاع والمتابعة. ثلاث سنوات كانوا ملفوفين في الظلام يعيشون حياة ناعمة، ولم يسمع منهم المواطن أي شيء يذكر، وخرجوا الآن من الأغوار المظلمة التي تعج بقتامتها إلى بقعة الضوء بحثا عن موطئ قدم مع بقية النواب الذين كانوا عند حسن الظن وعملوا ما في وسعهم طوال السنوات الماضية، وهم معروفون.
في التحليل الأخير نعتقد أنه مع اقتراب شمس الفصل التشريعي من المغيب، عاد بعض النواب من رحلتهم ووقفوا بحثا عن الأنوار من كل جانب، وخلطوا الأوراق والأزهار والأطيار “وهات.. يا تصريحات وزعيق وتلاسن وتهديدات”، تذكرنا بالأعمال الفنية التي برع فنانو الحرف في أن يضيفوا على زخارفها براعاتهم، أو مثل البحر الطافح بالأشجان مبتور التمني.
لقد اكتشف المواطن سلبيات وإيجابيات النائب الذي رشحه، وسيقف منها بكل تأكيد موقف الناقد الواعي، فهناك من عمل ومردود عمله ظاهر للعيان، وهناك من أخفق وتصور أنه جالس في صالة سينما وليس بيتا للشعب يدافع عن قضايا المواطن وهمومه. هناك من قام بدوره بأمانة شديدة وعمل متواصل، وحاول السير نحو الأفضل، وغيره مشى على الطريق الخالي ولم يحدث أي صوت وأراح جسده على الكرسي.
بالمناسبة.. كتبت زاوية اليوم بعدما سألني جاري.. بومحمد شرايك في نائبنا، أجبته على الفور.. ارجع إلى كشف إنتاجه وستعرف الإجابة، ليس هو فحسب، بل جميع النواب، فالكشوفات ليست مخلوقا أخرس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .