يبدو أن الإنسانية انزلق من يدها كوب الضمير على الأرض، والسمع على وشك التلف، وأبطال هذه اللعبة المنظمات العالمية التي أقسمت على حماية حقوق البشر من الضياع وقت النزاعات، فمحكمة العدل الدولية انجرفت وراء الإغراءات القطرية وسلبت من البحرين مليارات الأمتار المكعبة من الغاز، وحرمتها من حقها حسب ما جاء في التقرير القانوني الفرنسي الذي نشرته مجلة “لوبوان الفرنسية الأسبوعية”، والذي أحدث هزة عنيفة في المحافل الحقوقية حول العالم، ودفع المنظمات البحرينية والدولية الداعمة للمطالبة بإرجاع الحق إلى أصحابه والطعن في حكم المحكمة، منها جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، و”بحرينيون ضد الفساد”، والرابطة الخليجية الأوروبية للتواصل الاجتماعي، والمجموعة العربية الأفريقية لحقوق الإنسان، ومجموعة “حقوقيون مستقلون” وغيرها.
وفي الطرف الآخر نرى الأمم المتحدة تمشي وتسرح وتفرح وتسير على منهجية غير مفهومة، تاركة النظام الإيراني الإرهابي بشتاته وعصاباته وأحزابه ومرتزقته يعيثون في الأرض فسادا، وهي على علم تام بهذا النظام القائم على الاضطهاد العنصري والتوسع ونشر الإرهاب، ومع ذلك تتحرك مثل الطفل اليتيم أو قابعة في حبس منفرد. عصابة الحوثي تمطر سماء الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أعزها الله ونصرها بالصواريخ المسيرة بشكل دائم، وهذه المنظمة عاجزة حتى عن الالتفاف بوجهها إلى ما يفعله الحوثي “علما أن السعودية قادرة على الدفاع عن نفسها بأي شكل من الأشكال”، لكن من المعيب أن تبقى الأمم المتحدة جالسة في غرفة بدون رقم.
وهناك دول تعطيها جسدك وروحك وتقف معها في “الحلوة والمرة”، لكنها تنادي على الشيطان وتأخذ منه وثيقة مهاجمتك بكل الصور والأشكال، من تهريب أسلحة ومخدرات إلى أراضيك، إلى عجرفة متعالية وإساءات على لسان مسؤوليها ونكران للجميل.
ألف مرض ومرض أصاب الإنسانية، ولا ينفع معه التمدد على السرير وكشف الأطباء ووصف الصيدلية، صحيح أن الشعوب تتفاوت في مستواها ولكن الضمير واحد،  لكن.. هل بقي ضمير ينبض في الصدور.