سقط خبر وفاة رجل الخير والعطاء الأخ العزيز والصديق مبارك العطوي في أذني كقذيفة حارقة دمرتها في ثوان، شعرت بحريق وشظايا ودخان من هول الفجيعة واختبأت تحت جرحي بوجع قاتل، بوصلاح كان كمائدة الخير والعمل الإنساني، ومواقفه في رسم البسمة على وجوه المحتاجين لا حدود لها، صاحب الوجيه عبدالرحمن كانو رحمه الله “الشخصية المحبة للثقافة والفكر والعمل الخيري”، وكان داعما كبيرا للمؤسسات الأهلية والتطوعية بمختلف توجهاتها، وكان يوافق على أي طلب يأتيه دون تفحص الورق، وكلما ألتقي به في أية مناسبة ثقافية أو فنية كان يستذكر صداقته مع الوالد رحمه الله، وقوة حركة الإبداع الأدبي في السبعينات، فقد كان محبا للثقافة ولا يتخلف عن المباهاة بها، فما من ممدوح لديه إلا والثقافة مقطع من مقاطع القصيدة التي يصيغها.
إن كنا قد تعودنا على وجود أبطال متميزين في أغلب الروايات وهذا التميز يجعلنا عادة قادرين على تصنيفهم، حيث يكون منهم المجسد للبطولة والرجولة والدفاع عن الحق والفضيلة، وما إلى ذلك من القيم السامية، فإن مبارك العطوي رحمه الله كان بطلا حقيقيا من أبناء البحرين الأوفياء، أعطى من أغوار وجدانه كل ما يرضي الله والوطن، وسخر وقته وجهده للأعمال الخيرية والإنسانية وإغاثة المحتاج دون تأخير.
كان من السواعد القوية التي ساهمت في نشر رسالة أعمال البر والإحسان وأحد الرواد في هذا المجال، وحمل على عاتقه أيضا دعم الأنشطة الثقافية والفنون في الأندية المحلية والفرق الأهلية المسرحية، لمواصلة أعمالها وتحقيق رسالتها النبيلة المتمثلة في الارتقاء بالحياة الثقافية عموما.
عرفنا جميعا، إنسانا متوازنا، محبا للخير، صادقا، نزيها وجديا، عميق التجذر والانتماء للمجال الثقافي، مضحيا ومخلصا ومثالا للنظافة والاستقامة وطيب الأصل، يحترمه الصغير والكبير كون روحه فياضة بالعطاء. 
رحمك الله يا بوصلاح وأسكنك فسيح جناته، وجعل أعمالك الخيرية في ميزان حسناتك، وسيبقى اسمك خالدا في دفتر التاريخ.