+A
A-

ما سبب عزوف بعض الشباب عن الاعمال التطوعية؟

يعد العمل التطوعي ركيزة مهمة للأمة التي تعمل على تطور المجتمع ونشر التعاون بين الناس ودعم الترابط فإن خير ما يقدمه الانسان في حياته و بالأخص في مرحلة الشباب امر مهم سيأثر عليه طوال حياته أما بالسلب او بالإيجاب.
ان من ابرز الأمور التي تساعد الشباب  في بناء علاقات اجتماعية جيدة هي الاعمال التطوعية التي تعطي الشباب إحساس بالأمان وبقيمته في المجتمع و انه عضو فعال في المجتمع ،فعندما يقوم المتطوع ببذل جهد وعطاء مادي ومعنوي وغير ذلك، يجب عليه أن لا ينتظر شهرة، أو مدح من الاخرين على ما فعله من خير ،فيصبح عنده رضا تام ويكون قد اقتنع توافق العقل مع الروح عندما يقوم بهذا العطاء.
ومؤخرا تراجع الشباب نوعا ما عن الأعمال التطوعية بشكل ملحوظ، وفي هذا التحقيق سنعرض آراء لمجموعة من الاشخاص لهم بصمة كبيرة في مجال العمل التطوعي من مملكة البحرين حول موضوع "ما سبب عزوف الشباب عن الاعمال التطوعية ”؟

 

قلة الاهتمام
أكدت أمينة الرويعي رئيسة جمعية كلنا نقرأ "قلة الاهتمام بالعمل التطوعي من بعض الجهات فبعض الجهات تعرض مكافئات مالية للمتطوع وبالنسبة لي هذا  شخصيا يتنقى للهدف  الأساسي للتطوع ،لان التطوع في النهاية هو تجربة الانسان يريد أن يخوضها من أجل :بناء الشخصية و المهارات ، وتطويرها للفرد ،ولكن عندما يكون هناك مكافأة مالية سيقل الاقبال على الاعمال التطوعية سيكون الفرد دائما يبحث عن مقابل فعندما يبحث عن مقابل سيجعله لا يتطوع في أي عمل ،لأنه سيفكر دائما لماذا ابذل من جهدي دون مقابل مادي ،واعتقد ان هذا الذي قتل الفكرة الأساسية للتطوع".
واضافت ومؤخرا ألاحظ الشباب دائما يكررون ماذا سأستفيد؟ ولكن الاستفادة ستكون على الصعيد الشخصي ،بناء القدرات الموجودة للفرد ،وحتى ذلك ينطبق على مستوى العلاقات الاجتماعية فالأعمال التطوعية دائما تبني علاقات اجتماعية قوية فالشباب اصبحوا لا ينظرون بالأمور هذه بقدر ما ينتظرون للمكافأة المالية ففي السابق كان الشباب يعطي اكثر من الان لأنه يريد ان يبني مهاراته اما في الوقت الحالي لا يريد ان يبني مهاراته بل ينتظر للمكافأة.

 

ثقافة
وأضاف رئيس جمعية فزعة شباب الأستاذ جاسم المريسي: هناك عدمُ إلمام وإدراكٌ تام من بعض شباب المجتمع بثقافة الأعمال التطوعية، ويُنظرُ إليها من جانبٍ مادي عدا دخول البعض هذا المعترك لأسباب ذاتية هدفها المجد الشخصي لا أكثر.
وأكد المريسي على الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الوطنية مشكورةً بمملكتنا الغالية في تثقيف شباب المجتمع وتنميتهم تطوعياً من أجل خدمة هذه الأرض الطيبة.

 

 

مفهوم
صرح أحمد عبدالله المؤسس لفريق ثمار التطوعي: "إن بعض الشباب و للأسف لا يدركون فكرة و مفهوم العمل التطوعي ولا توجد دورات تدريبية تأسسهم بالشكل الصحيح، ،وهناك بعض الجمعيات أو الجهات تستغل المطوعين من ناحية المشاركة في فعالياتهم وانشطتهم بالمقابل المتطوع لا يحصل على أي تقدير منهم، وأكد "ولكن هناك جمعيات للأسف لازالت متمسكة بفكر قديم كان يتطبق قبل عشر سنوات و أكثر ،يريدون الأمور أن تسير على تخطيطهم بمعنى أن المتطوعين عبارة عن أدارة لأنهاء المهام فقط لا غير“. واختتم قائلا:" لا يوجد دعم للمشاريع التطوعية لمعظم الفرق التطوعية بحجة انهم جهة غير رسمية ،ومن المفترض أن وزارة التنمية مثل ما تضع أليات لتأسيس الجمعيات تضع أيضا للفرق التطوعية لأنهم يفتقدون الدعم المادي وهذا أهم عنصر.

 

قلة الترويج
وأضافت نور النظيف وهي أحد الشباب المتطوعين: "في اعتقادي إن السبب ربما يكون قلة الترويج لمثل هذه الأعمال، من قبل الجهات المختصة فمثلًا  أرى الكثير من الشباب يبحث عن هذه الفرص ولكنه لا يجدها بسبب قلة الترويج لها، ومن خلال تجربتي الشخصية في الأعمال التطوعية أرى أن أغلب الشباب لا يعلم بوجود الجمعيات التي هي بحاجة إلى متطوعين، أو ربما يجد هذه الفرصة ولكن بسبب ضيق الوقت لا يستطيع مثلا أن يقسم وقته بين الدراسة والأعمال التطوعية".
واختتمت ولكن أرى بأنه يجب على كل شاب الدخول في عالم الأعمال التطوعية ولو لمرة لأنه يجب عليه أن يدرك أهميتها وما تضيفه اليه كشخص من الجانب الإنساني والجانب العملي.

 

ادراك
وعن السبب الأساس في ابتعاد الشباب عن العمل التطوعي يجيبنا جاسم محمد، وهو أحد المتطوعين بأن "عدم إدراكهم مدى أهميته الكبيرة وفائدته التي تعود عليهم، إذ أنَّ الشاب يحتاج إلى  العمل التطوعي لكي يوسع من دائرة معارفه الاجتماعية، والتي يجب أن تكون متنوعة، بالإضافة إلى صقل مهاراته وتطويرها وتنويعها، وبالتأكيد رد القليل من الجميل إلى المجتمع“.