العدد 4764
السبت 30 أكتوبر 2021
banner
مُدن آمنة مستدامة
السبت 30 أكتوبر 2021

التنمية الحضرية أساس استدامة المُدن، وتتفوق كل مدينة عن الأخرى بقدرتها على استغلال الفرص المتاحة لإبراز معالمها وحضريتها، وما تقدمه من خدمات لساكنيها والمقيمين والسياح، وتعاني مُدن عديدة تحديات طبيعية كالمناخ والفيضانات والجفاف، وكذلك زيادة عدد سكانها وغيرها، ويذهب جزء من مواردها المالية لمعالجة آثار هذه التحديات، وقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن “مليار شخص من سكان العالم يعيشون بمستوطنات حضرية غير رسمية، وهم معرضون للخطر، فهم محرومون بدرجات متفاوتة من السكن اللائق ومن الصرف الصحي والمياه العذبة والكهرباء والتنقل” ويعيشون في أماكن مكشوفة وغير مستقرة.


ويحتفل العالم في 2021م بيوم المدن تحت شعار “تكيف المُدن من أجل المرونة المناخية” لإيجاد حلول للتحديات المختلفة التي تواجهها المُدن لتكون أماكن آمنة، وللتخفيف من حدة آثار التحديات لتحقيق أمن وصحة الناس والبيئة، ولتحقيق المساواة والحصول على الخدمات، وهذا يتوافق مع الهدف (11) من أهداف التنمية المستدامة الذي يطمح إلى “جعل المُدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ومرنة ومستدامة”، والذي يؤدي إلى “وضع العالم على طريق التنمية الحضرية المستدامة عن طريق إعادة النظر في كيفية تخطيط المدن وإدارتها”، وبناء عالم خالٍ من الكربون وقادر على التكيف مع تغير المناخ وعادل اجتماعيًا، ومُدن بعيدة عن بؤر تفشي الأوبئة والأمراض، ومنها “كوفيد 19” الذي جعل مُدن العالم أماكن غير آمنة صحيًا.


ويأمل البشر الحياة في مُدن لا تتعرض لارتفاع مستوى سطح البحر، ولا تتأثر بتغير المناخ، وبقيام إدارتها بتمويل أنشطة تحقق القدرة على التكيف المناخي، وتحقيق نمو دائم بين فترة وأخرى، لحماية حياة سكانها وسُبل عيشهم، وصولًا لتأمين مستقبل آمن لهم ولأجيالهم، وبرغبة وإرادة الدول وبنهجها القويم تكون قادرة على تخفيف المخاطر وإيجاد حلول دائمة لمُدنها. ويهدف الاحتفاء باليوم العالمي للمُدن إلى تعزيز اهتمام المجتمع المحلي والدولي بالتوسع الحضري المُستدام، والتعاون بين البلدان والمُدن لمعالجة تحديات التحضر، والمساهمة العالمية لتعزيز العمل المناخي الطموح، والاستفادة من رأس المال الاجتماعي في المُدن للحد من مخاطر الكوارث وتعزيز المرونة الحضرية لمواجهة التحديات المستقبلية التي لا يمكن التنبؤ بها، لمواجهة المخاطر التي تشكلها الصدمات والضغوط والتخفيف من حدتها والاستجابة لها. لذلك، يعد التكيف مع المناخ من الأولويات الرئيسية للمرونة الحضرية المستقبلية ولصحة ورفاه الناس والبيئة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية