بعد سنوات طويلة من مشاركة البحرين في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، تعود مرة أخرى لتسجل حضورها في هذا المهرجان الدولي الذي يعتبر من أهم المهرجانات المسرحية العربية بمسرحية "هدوء تام" لمسرح جلجامش، من تأليف الناقد والكاتب القدير يوسف الحمدان، وإخراج عبدالله البكري، وتمثيل عمر السعيدي، وراشد العازمي، ونجم مساعد، ومريم حسن، وكامل نبيل، ومساعد مخرج حسن فلامرزي، وأزياء دانة الحمدان، ومكياج عفاف جلال، وديكور حمد المرباطي، وإدارة الإنتاج حمد الدوسري، وإشراف عام فهد مندي.

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي سيقام في الفترة من 14-19 ديسمبر بمشاركة 285 عرضا مقسمة إلى 167 عرضا أجنبيا من مختلف دول العالم، و118 عرضا مصريا، ويرأس المهرجان المخرج المسرحي الكبير جمال ياقوت، وإلى جانب العروض سينظم المهرجان معرضا دوليا للتصميمات المسرحية غير التقليدية" ديكور، أزياء، إضاءة، سينوغرافيا، فراغ".

المعروف أن الناقد يوسف الحمدان عملاق من عمالقة المسرح في الخليج والوطن العربي، عشقه فوقف عليه ووهبه حياته، وعاش في رحابه ممثلا ومخرجا ومؤلفا يرتاد مجاهله ويكتشف خباياه، وعندما توفرت له أسباب الدراية بعالمه الرهيب الغامض، خرج على الفنانين بجماع خبراته وأصبحت له مدرسة تخرج منها عديد من نوابغ الممثلين والمخرجين، ولاشك أن مسرحية "هدوء تام" ستكون مثل بقية المسرحيات التجريبية التي كتبها الحمدان والتي تتميز بالتوحيد بين الشكل والموضوع، وهو ما يميز اللامعقول على الأخص، وكذلك حمل المتفرج على أن يفكر في هدوء وتأمل، واللافت في تجربته هو أن الإيقاع عنده ليس مقصورا على الحركة فحسب، بل إن نفس الإيقاع لابد وأن يسيطر على كيان الممثل كله ويربط الحركة بالشعور بالإلقاء حتى تكتمل الصورة بتحديد إطارها.

كما شارك الحمدان  في لجان تحكيم كثيرة في مختلف المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية والدولية.

أما المخرج عبدالله البكري، فقد عودنا على فلسفته وترجمته للنصوص التي يعمل عليها، وتقديمه لعناصر جمال حقيقية ورصينة وخلق الجو المناسب للمتعة، وتميزه بالدقة والأمانة في نقل النص إلى الجمهور.

عودة المسرح البحريني إلى أضواء مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ 28 كفيلة بأن تعيد له مجده القديم وإحلاله في مكان الصدارة، خصوصا وأن المخرج عبدالله السعداوي حصل على جائزة أفضل إخراج في المهرجان التجريبي بداية التسعينات عن مسرحية" الكمامة" لمسرح الصواري.