+A
A-

نور القاسمي: التطوع منحني فرصة رؤية حياة الآخرين وما يواجهونه ليعيشوا يومًا آخر

نور القاسمي فتاة بحرينية  تطوعت في مجال الإعلام فامتهنته، تطوعت في الإعلام قبل أن تتخصص فيه، وعملت فيه تطوعاً وهي تدرسه، عملت في صحيفة الوطن البحرينية متدربة فحصلت لنفسها مقعداً وظيفي، وهي في الثامنة عشر من عمرها، عملت في الصحافة لمدة أربع سنوات، خلالها تطوعت ايضا في إذاعة البحرين لإعداد البرامج الإذاعية، وخلال فترة بسيطة وظفت هناك لمدة سنتين، من ثم اتجهت للعمل في الإعداد التلفزيوني في تلفزيون البحرين، واليوم هي تشغل منصب أخصائي إعلام وعلاقات عامة أول في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني.

بدأت نور القاسمي العمل التطوعي في سن مبكرة، خلال سنوات دراستها الإعدادية والثانوية في المدرسة، من خلال البرامج الريادية التي تطرحها وزارة التربية والتعليم أو "تمكين" في المدارس لصقل الطلبة والطالبات وتنمية مهاراتهم وتعليمهم أهمية العمل الريادي والتطوعي، كما حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التكريم ومنها : جائزة المركز الأول في تحدي 3 ملايين عن فريق رواء في 2019 ، وشهادة تكريم من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في مدينة الشباب النسخة السابعة 2016 ، بالإضافة إلى  شهادة تكريم من قبل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى في ملتقى إدارة الأعمال الثامن في 2014 ، وغيرها.

وقالت نور في حوار مع وكالة أنباء البحرين "بنا" إن أول تجربة تطوعية ريادية أضافت لها الكثير، هي  فرصة المشاركة في برنامج "الشركة" الذي ترعاه منظمة انجاز، كان يصقل منتسبيه في كيفية إدارة مشروع تجاري، أو شركة تجارية، وبالرغم من أنها كانت أول تجربة تطوعية رسمية على مستوى المملكة حصدت فيها مع فريقها المركز الثاني.

وأكدت أنها تفتخر وتعتز بعدد الشهادات التقديرية التي حصلت عليها نظير عملها التطوعي، الذي أضاف لها  الكثير في جوانب حياتها  المهنية، وقالت إن العمل التطوعي في الواقع على قدر ما تعطي وتعمل في التطوع، على قدر ما هو يعطيك ويضيف لك، لأن ليس كل ما نتقاضاه عليه أن يكون "ماديا"، فالعمل التطوعي يعطيك خبرة، وتجربة عمل، ومعارف، ومهارة، ولباقة، وشخصية قيادية، وروح جماعية.

وأردفت أن لا شيء كالتطوع يفتح لك الآفاق ويمنحك القدرة على مقابلة أشخاص جدد وتوسيع جهات الاتصال الخاصة بك ويجعلك أكثر ثقة ويزيد من مهاراتك الاجتماعية وقدرتك على التواصل الفعّال مع محيطك، ويمنحك الفرصة لممارسة المهارات الهامة المستخدمة في مكان العمل مثل العمل الجماعي، والاتصالات، وحل المشكلات، وتخطيط المشاريع وإدارة الوقت.

وقالت القاسمي "عملي التطوعي شجعني على الاستمرار والرغبة في الانخراط في مختلف الفرص التي تتوفر لي لذلك قررت أن أدخل ميدان العمل الإغاثي، وأمثل مملكة البحرين في الخارج، سافرت لجمهورية لبنان الشقيقة، لزيارة اللاجئين وتقديم الأمل والعون لهم، كانت رحلة قدمنا فيها ضماد جرح للاجئين، ووفرنا لهم مشاريع تنموية تعيلهم وتمكنهم وظيفياً وتكفيهم مادياً وجدناهم هناك يفتقدون للأمل، فذهبنا لنزرعه لهم".

وأشارت القاسمي إلى أنها سافرت للتطوع في جمهورية الهند وتلتها جيبوتي، لافتتاح آبار وقرية مملكة البحرين النموذجية هناك الذي ساهم فيها المتطوعون بجمع المبالغ وتنفيذها على أرض الواقع لتخدم أكثر من ألف أسرة جيبوتية، موضحة أن العمل الإغاثي الإنساني يمنح المتطوع فرصة رؤية حياة الآخرين في مصائبهم وكل المتاعب التي يواجهونها ليعيشوا يومًا آخر.. عندما ترى كل ذلك تصبح شاكراً للحياة التي تملكها وتبدأ برؤية مشاكلك ليست بالأهمية التي كنت تظنها، وبالتالي تصبح مقدرا للحياة التي أعطيت لك.

وأكدت أن التطوع يوفر العديد من الفوائد في مجال الصحة العقلية والبدنية، فيزيد التطوع من الثقة بالنفس ويرفع من احترام الذات والرضا عن النفس، ويعطيك شعوراً بالفخر والانتماء والهوية، كما يحد من مخاطر الاكتئاب حيث إنه يبقيك على اتصال دائم مع الآخرين ويساعدك على تطوير نظام دعم قوي ومن حيث الصحة البدنية، ويمكن أن يساعدك التطوع على البقاء بصحة جيدة تبعاً لكثرة التنقل وممارسة النشاطات المختلفة مما يساهم بشكل في الحفاظ على صحتك بشكل عام.

وتحدثت القاسمي عن دعم مملكة البحرين في مجال التطوع قائله: "ما رأيت دولة تدعم ثقافة التطوع وتجزي المتطوعين على تطوعهم كما تفعل مملكة البحرين، برؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ودعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الأمر الذي مكن الاستثمار في الشباب باعتبارهم الثروة الوطنية الحقيقية.

وأضافت أن مملكة البحرين تقدم سنوياً عددا كبيرا من الفرص التطوعية من خلال وزارة الشباب والرياضة، كمدينة الشباب، أو الانخراط في الأندية الرياضية المنبثقة تحتها، فيما إذا كان للمتطوع رغبة في التطوع في الأمور الثقافية أو الفنية فلديه فرصة التطوع في تاء الشباب الذي تطلقه هيئة البحرين للثقافة والآثار سنوياً، وعلى صعيد آخر تسمح وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للمتطوعين القياديين بتأسيس جمعيات تطوعية أو تخصصية لها اشراف وكيان مستقل لممارسة هواياتهم وتجمعاتهم بشكل رسمي.

وقدمت نور القاسمي رسالة للشباب في مجال التطوع "أنت بالفعل تعطي العمل التطوعي وقتك وجهدك ومهارتك، لكن تأكد بأن التطوع يعطيك أكثر من ذلك بكثير، وإن لم تخرج بمخرجات علمية، ستخرج بلا شك بصديق أو مجموعة من الأصدقاء الذين يشاركونك الفكر والاهتمام، كن وفياً للتطوع".