العدد 4738
الإثنين 04 أكتوبر 2021
banner
الجريمة التي هزت الرأي العام
الإثنين 04 أكتوبر 2021

تابعت نهاية الأسبوع الماضي حادثة جعلتني أشعر إلى أي مدى تلقى المرأة في بلادنا الاحترام والتقدير، وتعيش بكرامة.

هذه الحادثة وقعت في بريطانيا قلعة التمدين والحريات بما فيها حرية المرأة، هي جريمة ضمن جرائم عديدة ارتكبها أحد أفراد شرطة العاصمة البريطانية ضد فتاة في مقتبل العمر، ولو كانت هذه الحادثة قد وقعت في بلد عربي لقامت وسائل الإعلام بإلقاء المسؤولية على الدولة كلها، ولسطرت المقالات والتقارير عن انتهاك حقوق المرأة وكرامة المرأة، ولقامت الدنيا ولم تقعد.

هذا الضابط الذي اعتاد خطف النساء واغتصابهن وجد تلك الفتاة تسير وحدها فأخرج لها بطاقة الشرطة، وقام بالقبض عليها وتكبيل يديها، وأخذها في سيارته إلى منطقة “كنت”، وقام باغتصابها وقتلها وحرق جثتها، وألقاها في بركة في غابة في تلك المنطقة.

كان ذلك في مارس الماضي، حيث اختفت الفتاة وظلت الشرطة تبحث في الأمر حتى توصلت إلى الفاعل الذي كان مشهورا بين زملائه بالمغتصب، ويوم الخميس الماضي حكم عليه القاضي بالسجن مدى الحياة وهي أقصى عقوبة جنائية في بريطانيا.

هذه الجريمة هزت الرأي العام في المملكة المتحدة برمتها، وكشفت أن هذا الضابط ليس الوحيد الذي يستغل وظيفته في الاعتداء على النساء، حيث نشرت الصحف أن مئات النساء تعرضن لاعتداءات مماثلة، بل واعترفت الشرطة نفسها أنه على الرغم من أن ثلث الضباط الآن من النساء، إلا أن من تتعرض للاعتداء من قبل زملائها الرجال تخشى تقديم شكوى خوفا من أن يقال عنها إنها مثيرة للشغب.

فلنتخيل حجم المأساة ولنسأل أنفسنا ما معنى حرية المرأة التي نسمع عنها في الغرب؟ وما قيمة تلك الحرية وما أهميتها؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .