شر البلية ما يضحك، مثل ينطبق تماما على آخر ما قرأته عن خطط جماعة الإخوان المسلمين حول المستقبل، فقد كتب أحد إعلاميي الجماعة تحت عنوان “رابعة بقعة مقدسة”، وقد قصد برابعة بطبيعة الحال ميدان رابعة العدوية في القاهرة الذي اعتصم فيه أنصار الجماعة بعد ثورة المصريين ضدهم وعزل رئيسهم من الحكم في عام ٢٠١٣.
وبعد أن عدد صاحبنا الأماكن المقدسة بالنسبة للمسلمين، وهي مكة والمدينة وبيت المقدس، طالب الكاتب الإخواني بإضافة بقعة مقدسة جديدة لهذه البقع، وهي رابعة العدوية في القاهرة. ربما يتعجب من يقرأ هذه السطور كما تعجبت أنا عندما قرأت مقترح الإعلامي الإخواني، لكن لا عجب في ذلك، فقد سبق وقال إخواني آخر خلال أيام الاعتصام إن سيدنا جبريل نزل إلى رابعة العدوية ليشد أزر المعتصمين.
هذا المقترح الذي قال الإعلامي الإخواني إنه معروض حاليا على قيادات الجماعة الإخوانية، يطالب بمنع المرور في ميدان رابعة العدوية حتى يسوده الهدوء الذي يليق بقدسية المكان، ثم بناء حائط تكتب عليه أسماء الذين سقطوا من أعضاء الجماعة خلال عملية فض الاعتصام، والذين تطلق عليهم الجماعة شهداء رابعة، هذا إلى جانب حائط آخر تدون عليه أسماء ضباط وجنود الشرطة الذين شاركوا في فض الاعتصام المقدس للجماعة، والذين تعتبرهم الجماعة الإخوانية قتلة.
ولم يذكر لنا الكاتب أنهم سيطلبون من الناس أن يخلعوا أحذيتهم قبل الدخول إلى رابعة العدوية طالما أنها أصبحت من المقدسات، لكن قد يأتي غدا من يطلب ذلك، طالما أن غيره قال إن سيدنا جبريل نزل ليشد أزر الإخوان المسلمين، وغيره قال إن الرئيس الإخواني المعزول الراحل قد صلى بالأنبياء.