جاءت الهزيمة المدوية لحزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب بعد عشر سنوات قضاها في الحكم، بمثابة ضربة ساحقة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، لكي تخرج تماما خارج ميدان السياسة في العالم العربي. وقد كانت تجربة هذه الجماعة في المغرب تجربة خاسرة بكل المقاييس لها وللتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لأسباب عديدة بكل تأكيد جعلت الناخب المغربي ينصرف عنها، بل ويعاقبها على أدائها خلال تلك السنوات. الجماعة دخلت في الحكم في المغرب وهي متدثرة بشعارات ومبادئ شتى، ثم قامت على مدار السنوات الماضية بخلع ملابسها قطعة قطعة وخرجت عريانة بعد أن تنكرت لكل مبادئها وشعاراتها التي طالما دغدغت عواطف الجماهير. بطبيعة الحال الناخب المغربي بلا شك ورجل الشارع له تقييماته التي بنى عليها قراره الانتخابي، ومن بينها الإجراءات التي لم تجرؤ الحكومات السابقة على اتخاذها كصندوق المقاصة وتحرير أسعار المحروقات وتخفيض سن التقاعد وانعدام التشغيل وإضرابات رجال التعليم، فكان لابد أن يعاقبها الناخب المغربي لتنزل من 125 نائبا برلمانيا سنة 2016 إلى 12 نائبا فقط، وهي ضربة مؤلمة بكل المقاييس.