العدد 4705
الأربعاء 01 سبتمبر 2021
banner
أسوأ ما في المشهد الأفغاني
الأربعاء 01 سبتمبر 2021

عندما جاءت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلنطي إلى أفغانستان انضم إليها الآلاف من الأفغان، وعملوا معها في عشرات الوظائف من مترجمين وأصحاب حرف يدوية ومهن أخرى كثيرة، وقد بنى هؤلاء الناس حياتهم على ذلك وكأن هذا الوضع سيدوم إلى الأبد.

هذه العلاقة التي ربطت بين هؤلاء الناس وبين قوات الدول الأجنبية لم تكن مجرد علاقة عمل عادية يكسبون منها عيشهم، لكنها أصبحت علاقة مصير واحد، لأن هؤلاء الناس أصبحوا في نظر طالبان وغيرها من الجماعات خونة وطابورا خامسا، وجزاؤهم الذبح لأنهم تعاونوا مع الأجنبي مهما كان هذا التعاون، فهم جواسيس في رأي طالبان.

وعندما جاءت لحظة رحيل القوات الأميركية والبريطانية التي لم يكن يعرفها هؤلاء الأفغان على الأقل، ولم يكونوا مستعدين لها بأي شكل، لم يعد يفصل بينهم وبين الذبح على أيدي طالبان سوى أن يحملهم الأميركان والبريطانيون معهم على نفس الطائرات، ليبدأوا حياة جديدة في الغرب لأنهم لا مكان لهم في بلدهم الأصلي سوى في القبور.

والطامة الكبرى أن جميع أقارب هؤلاء المساكين من كل درجات القرابة هم أيضا خونة في نظر طالبان، وجزاؤهم الذبح أيضا، ولو افترضنا أن شخصا من الذين يعملون مع القوات الأجنبية استطاع أن ينفذ بجلده ويصعد على إحدى الطائرات المتجهة إلى لندن أو واشنطن أو برلين، ففي نفس الوقت سيترك أسرته وأبناء عمومته وأبناء أخواله يواجهون الموت بسببه، وقد رأينا بالفعل أمثلة كثيرة على ذلك.

إنها لحظة مأساوية بكل المقاييس ومهما قالت أميركا أو بريطانيا إنها أخذت الآلاف من هؤلاء إلى بر الأمان فهناك خلفهم آلاف آخرون ينتظرون دورهم في الذبح كنتيجة من نتائج الحملة الأميركية البريطانية على أفغانستان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية