العدد 4688
الأحد 15 أغسطس 2021
banner
حقوق الإنسان والمثلية الجنسية
الأحد 15 أغسطس 2021

سنبقى، ويجب أن نبقى على خلاف مع القيم الغربية التي تعتبر رفض مجتمعاتنا المثلية الجنسية مساسا بحقوق الإنسان، لأن إصرار المنظمات الحقوقية الغربية والإعلام الغربي على انتقادنا في هذا الشأن استهتار غير مقبول بقيمنا الدينية التي هي قيم المجتمع كله.

أقول هذا الكلام تعليقا على مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية يوم الخميس الماضي ١٢ أغسطس، وانتقدت فيه إحدى الدول العربية، كون هذه الدولة لا تسمح بالمثلية الجنسية وتجرم من يمارسها، واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف سمة من سمات عدم احترام حقوق الإنسان.

صحيح أن الصحيفة البريطانية استخدمت قضايا أخرى للتدليل على انتهاك حقوق الإنسان في هذه الدولة مثل قضية حقوق العمال الأجانب، لكن عنوان المقال جاء مخصصا لقضية المثليين إلى جانب عرض الصحيفة قصة شاب معين من هذه الدولة يحكي معاناته حول ميوله التي ترفضها الدولة.

هذا المقال لا يدل فقط على سوء الفهم للقيم الدينية والمجتمعية في بلاد العرب والمسلمين، لكن يدل أيضا على عدم احترام الغرب قيمنا الدينية التي يتمسك بها المجتمع بنفس الدرجة التي تتمسك بها الحكومات، وقد وجدت في المقال ذاته انتقادا لضرورة موافقة ولي الأمر على زواج المرأة، وهذا دليل إضافي على عدم احترام قيمنا الدينية من قبل الصحيفة ومن قبل غيرها من وسائل الإعلام والمنظمات الغربية.

إذا كان الغرب يقبل أن تحمل الصديقة من صديقها وتنجب منه دون أدنى رفض من المجتمع أو من القانون في هذا المجتمع، فنحن في الشرق لا نقبل ذلك، ونحن لا نلوم عليهم هذا السلوك فلماذا يلوموننا على تطبيق قواعدنا الدينية والمجتمعية؟ هل يعتقد الغرب أن القيم الموجودة لديه أرقى من قيم الشعوب الإسلامية؟ أين إذا حقوق الاختلاف التي يتباهى الغرب بها ليلا ونهارا؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية