العدد 4712
الأربعاء 08 سبتمبر 2021
banner
النهضة... مراجعة أم تسلل من جديد؟
الأربعاء 08 سبتمبر 2021

بعد ما يقرب من شهرين من التحرك والسعي لاستعداء العالم الخارجي على الرئيس قيس سعيد، لمواجهته فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها، والتي مثلت ضربة موجعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، اضطرت قيادات حركة النهضة الإخوانية التونسية إلى التراجع، في ظل انشغال العالم الغربي بأحداث أفغانستان، وترك الأزمة التونسية جانبا، حيث أعلنت الحركة أنها تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في تونس وأنها مستعدة لإجراء مراجعات، وجاء ذلك في بيان صادر عن الحركة، عقب اجتماع لمكتبها التنفيذي برئاسة زعيمها راشد الغنوشي.

ومن الغريب أن النهضة أعلنت أنها تتفهم غضب الشارع، وأنها مستعدة للتقييم الجدي والموضوعي، وإجراء مراجعات عميقة خلال مؤتمرها القادم.. فهل كانت حركة النهضة غافلة عن عيوبها والأسباب التي أغضبت الشارع التونسي حتى قام الرئيس قيس سعيد بإصدار قراراته التي تصدى من خلالها لنواب الجماعة الفاسدين الذين استغلوا الحصانة البرلمانية في سرقة أموال الشعب، وفي تحقيق مآربهم الفاسدة؟

الآن تفهمت الجماعة غضب الشارع لأنها لم تجد عونا من العالم الخارجي لمواجهة قرارات الرئيس! والآن تريد الحركة أن تعود من الباب الخلفي، خصوصا في ظل الخلافات التي تهز كيانها حاليا ورفض شباب الجماعة ما تقوم به قياداتها واتهامهم بتحقيق ثروات على حساب الجماعة.

الغنوشي يحاول العودة إلى المشهد باستمالة الشعب التونسي من خلال محاولة مكشوفة للتطهر والاعتراف ببعض الأخطاء، لأنه أيقن أنه لا فائدة من التحرك الذي قامت به حركته والضجيج الإعلامي منذ القرارات الشجاعة للرئيس قيس سعيد، فالبقاء في المشهد السياسي ولو بنسبة خلال المرحلة الكاملة أفضل للحركة والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين من لا شيء، لأن تونس هي الأمل الأخير لهذا التنظيم بعد أن تم سحقهم في مصر إلى غير رجعة.

الأفضل لحركة النهضة في بلد مثل تونس أن تستمع إلى الآراء التي تطالبها بأن تحل نفسها، وأن تنسى السياسة كجماعة وتترك قواعدها وأعضاءها يتعاملون كمواطنين تونسيين يمارسون السياسة كأفراد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .