+A
A-

كاظم: هل يمكن تخيل المنامة والمحرق من دون جسر الشيخ حمد القديم؟

تتميز كتب الناقد نادر كاظم بأنها تلامس الواقع الذي يعيش فيه الإطار الحضاري بأكمله، أو بعبارة أخرى القيادة دائما للحس الإنساني في مختلف المجالات، وتتميز كتاباته بإعطائنا القالب الأدبي المقروء أو المظهر الفني المنظور؛ حتى نستطيع الاستمتاع بالآفاق الفكرية وأن نحس بتيارات العصر وأحداثه ومكوناته في أسلوب سهل.
نادر كاظم دشن يوم أمس كتابه الجديد "تاريخ الأشياء" الصادر حديثا في جزأين عن دار سؤال في بيروت بمكتبة متحف البحرين الوطني، برعاية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار والتي ألقت كلمة بالمناسبة أكدت فيها أن نادر كاظم أثرى مكتبتنا البحرينية والعربية بإنتاجاته التي تعكس عراقة تاريخنا الثقافي والحضاري وذاكرة أماكننا ومددنا التاريخية، بينما أكد يوسف أحمد الزياني، مدير دار الوقت، سعي الدار من أجل تقديم الأعمال ذات الجودة العالية، مضيفا  أن كتابات نادر كاظم تتميز على الدوام بثراء محتواها ومضمونها.

حضر الحفل عدد كبير من الشخصيات الثقافية والأكاديمية والمهتمين بالشأن الثقافي.
وفي تصريح خاص لـ "البلاد" قال نادر كاظم :

 

"بدأت العمل على هذا الكتاب بعد انتهائي مباشرة من كتابي "الشيخ والتنوير"، ومن قبله كتاب "لا أحد ينام في المنامة". وهذان كتابان عن تاريخ البشر وأفكارهم وأحداثهم وحياة مدنهم، لكني توصلت إلى أن هذا التاريخ، تاريخ البشر والمكان، لا يمكن فصله عن تاريخ الأشياء التي صنعها البشر في المكان، وأصبحَت، منذ وجودها، لحظةً فاصلةً بين زمنين، بين ما كان قبلها وما صارَ بعدها إلى درجة أنه يصعب تخيل الحياة من دونها. هل يمكن، مثلا، تخيل المنامة والمحرق من دون جسر الشيخ حمد القديم؟ أو هل يمكنُ تخيّلُ المنامةِ من دون باب البحرينِ وميدانِه، ومن دونِ مركزِ المدينةِ النابض بالحياة؟ أو هل يمكن تخيل البحرين من دون أول كنيسة وأول مدرسة وأول مكتبة وأول برج ساعة وأول مقبرة مسيحية؟
يمثل كتاب "تاريخ الأشياء" رحلة، آمل أن تكون شائقة، تبدأ من شارع الحكومة وباب البحرين وميدانه ومركز المدينة، وتمر بجسر الشيخ حمد القديم والجديد، وكنائس المنامة ومقابرها ومدارسها القديمة، لتنتهي عند كرسي اللورد كرزون الرابض في السفارة البريطانية منذ العام 1903 حتى اليوم كرمز لإرث كولونيالي آفل".
وصف مؤلف الأغاني مرسي جميل عزيز الخلق الفني بأنه عبارة عن شخصية الفنان وموهبته وثقافته، وفي هذا الكتاب ساق كاظم المواضيع سياقا فنيا بارعا، بحيث جاء مستقلا بقيمته الفنية والأدبية والتوثيقية، ويمكنني القول إن أسلوبه شبيه بأسلوب سيزان في التصوير، حيث روعة الأبعاد المكانية أو أعماق الصورة شديدة الوضوح. يتناول كتاب "تاريخ الأشياء"موضوعا حيويا مهما بالنسبة للباحثين والمؤرخين، ويعد إضافة حقيقية للمكتبة البحرينية.