+A
A-

نجم لـ“البلاد”: مشاركة بحرينية كبيرة ولافتة بملتقى الشارقة الدولي للراوي

بدعوة من معهد الشارقة للتراث، شارك الأمين العام لأسرة الأدباء والكتاب راشد نجم في فعاليات “ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته 21” التي تنظم في الفترة من 22 - 30 سبتمبر 2021 برعاية كريمة من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، والتي تقام فعالياتها في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “قصص الحيوان”.
وعن هذه المشاركة صرح نجم لـ ”البلاد” بأنه اعتاد على المشاركة في ملتقى الشارقة الدولي للراوي منذ سنوات؛ نظرًا لما يمثله هذا الملتقى من حدث ثقافي مهم يعتني بحملة الموروث الشعبي من الرواة والباحثين والمهتمين كل عام في هذا الاحتفال الرائع الذي بوأ الشارقة مكانة ثقافية عالية على مستوى دول الخليج والدول العربية والعالم؛ لما تسهم به من جهود في حماية الكنوز البشرية وحفظ التراث الإنساني. ويتم كل عام اختيار دولة من الدول، حيث تحل جمهورية السودان ضيف شرف هذا العام ممثلة في أحمد عبدالرحيم وهو الشخصية الفخرية المكرمة هذا العام تقديرًا لإسهاماته في مجال التراث الثقافي، كما سيتم تكريم الحكواتي التونسي عبدالعزيز العروي بوصفه الشخصية الاعتبارية احتفاءً بما تركه من موروث زاخر. وأضاف نجم أن البحرين كانت هي ضيف الشرف في دورة الملتقى السابقة رقم 20 بالعام 2019 قبل حلول جائحة الكورونا التي عطلت أعمال الملتقى حضوريًا، وكانت أنيسة فخرو هي الشخصية المكرمة.
وأردف نجم قائلًا: إن هناك 10 جلسات عمل على فترتين صباحية ومسائية خصصت لها مجموعة كبيرة من الأوراق العلمية التي يقدمها جمع كبير من الباحثين والمختصين من 40 دولة عربية وأجنبية وتتناول موضوع هذا العام وهو “قصص الحيوان” في التراث الإماراتي والعربي والدولي، بالإضافة إلى عدد كبير من الإصدارات التي تصدر بهذه المناسبة.
كما أفاد راشد بأن لمملكة البحرين هذا العام مشاركة كبيرة ولافتة من خلال دعوة العديد من الباحثين والمهتمين والفنانين، إذ يعكس حضورهم الكبير ما يميزهم من كفاءة بحثية وإلمام واسع واهتمام بالموروث الشعبي، ما يؤكد قدرتهم على العطاء والإسهام في مثل هذه المحافل التراثية الدولية.
وختم نجم تصريحه لـ ”البلاد” بتوجيه الشكر الجزيل إلى رئيس معهد الشارقة للتراث عبدالعزيز المسلم على دعوته الشخصية له، ودعوة الباحثين والفنانين والمهتمين البحرينيين لهذا المحفل السنوي المهم.
وحسب “وكالة أنباء البحرين” فقد أكد الفنان محمد ياسين وهو أحد المدعوين للملتقى أنه كان يتمنى مشاهدة مجموعة من الرواة من مختلف دول العالم واحضر أعمالهم، إلا أن ملتقى الشارقة جمع كل هؤلاء في مكانٍ واحد وهو أمرٌ جميل لنا جميعًا.
وأضاف: شخصيًا لدي تجربة طويلة في مجال الأطفال خاصة “نادي الأطفال”، الذي قدمته في سنة 1972م في تلفزيون أبوظبي، والذي استمر لفترة طويلة، وما أزال أقدم هذا البرنامج الذي اكتسب شهرة كبيرة. وفي تلك الفترة كنت مدرس وكانت الإمكانات والأدوات المتوافرة لدي محدودة، إلا أن وزارة الإعلام في أبوظبي بادرت بتدريبي وتطويري عن طريق ابتعاثي لكثير من المؤتمرات والدورات في برامج الأطفال خاصة التعليمية، ما نمى لدي الموهبة وساعدني على الاستمرار في تقديم البرنامج.
وعن إمكان الجيل الحالي والقادمة من الصغار تقبل فكرة الراوي ومتابعة الحكايات التي تتجسد فيها الحيوانات صورة الشخصيات الرئيسية، أكد “بابا ياسين” أن هناك صفة مشتركة في جميع الأجيال، ففي السابق لم تكن هناك وسيلة ترفيهية أو تحصيلية غير جهاز التلفاز، على عكس الوقت الحالي الذي تتوفر فيه كثير من وسائل الترفيه المختلفة من أجهزة شخصية وجوالات، لذا أصبح على صناع محتوى الأطفال وبرامجه معرفة وابتكار أساليب جديدة لمعرفة ماذا يحتاج الطفل، والدخول إليه من هذا الباب، لا أن نعيد نفس البرامج والقصص القديمة بالطرق العادية التي لا يتقبلها هذا الجيل، ففي الوقت الحالي، تحتاج كل البرامج والمحتويات إلى توحيد فكرة غرس القيم.
ومن جانبها، عبرت الفنانة سناء يونس عن سعادتها بحضور هذا الملتقى والذي تشارك فيه للمرة الأولى، وقالت “إن الملتقى يشارك فيه عدد كبيرة من الشخصيات من 28 دولة، وما شهدته من تجارب لهؤلاء المشاركين من مختلف الدول قدمت لها فائدة كبيرة رغم خبرتها الطويلة في مجال الفن والأطفال خصوصا”. وتحدثت عن تجربتها في برنامج مثل “افتح يا سمسم” وتأثير أفلام الكارتون المترجمة على الأطفال من ناحية تكوين الشخصية ومن ناحية التعليم، وكيف قدمت البرامج في السابق وطرحها بأسلوب تربوي بألفاظ بسيطة للأطفال، ما أسهم في ترسيخ هذه الأعمال في عقل كثير من الأجيال.
وأضافت يونس أن وجود كل هذا العدد من المختصين في مجال تعليم وتثقيف الأطفال يعد فرصة لإعادة تكوين خطة وفكرة تساهم في تقديم أعمال حديثة وبأساليب مختلفة، تكون حلقة وصل لثقافتنا وقيمنا بين الأجيال الماضية والقادمة، وشددت على ضرورة أن تراعي البرامج التي تقدم للأطفال اللغة المستخدمة ومحتواها، مؤكدة أن اللغة العربية لغة جميلة ولها جمهور كبير خارج الوطن العربي.
وقالت “من تجربة واقعية حية قدمت نموذج لمجموعة من الطلبة في إيطاليا يتعلمون اللغة العربية السليمة عن طريق برنامج افتح يا سمسم، وهو أسلوب اتبعته إحدى المدرسات العرب في تعليم الطلبة، ولاقى نجاحًا وحببهم في البرامج التي قدمت في تلك الفترة، وهو تأكيد أن الأعمال التي تحتوي على قيم ومواد تربوية أعمال خالدة على مدى بعيد”.