+A
A-

دعوات صريحة ومقترحات لافتة في انطلاق  المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة

اختلال التوازن على مستوى الدول والإقليم كان نتيجة حتمية لخطأ السياسات والخيارات 

اقترح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، مؤسس وعضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مبادرة لصياغة مشروع مشترك للأمن القومي للشرق الأوسط يجمع الدول العربية وجيرانها.


النأي عن الصراعات  الدولية
وقال سموه في كلمته كضيف شرف على الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز اكسبو الشارقة تحت شعار :"دروس الماضي.. تطلعات المستقبل" اليوم الأحد 26 سبتمبر ، أنه من الحكمة أن تتعاون جامعة الدول  العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي لصياغة هذه المبادرة على أن تقوم على احترام القواعد والقوانين الدولية المرعية في العلاقات الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، ويتيح للمنطقة النأي بنفسها عن أية صراعات دولية.
معالجة "خلل أوضاعنا"
المنتدى الذي يستمر يومي الأحد والاثنين 26 و 27 سبتمبر والذي افتتح برعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاتحادي حاكم الشارقة، وافتتحه نيابةً سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ويمثل كل من رئيس التحرير مؤنس المردي والزميل سعيد محمد سعيد مشرف تحرير الملاحق "البلاد" فيه، حازت كلمة سمو الأمير الفيصل باهتمام الحضور لا سيما بتأكيده على أن في يدنا أخذ زمام المبادرة والعودة إلى أنفسنا ومعالجة خلل أوضاعنا، وفي هذا السياق على دولنا العربية الفاعلة إعادة الاعتبار إلى جامعة الدول العربية، وإعادة بناء نظامها الإقليمي ليكون ضمانًا لأمننا واستقرارنا ولمخاطبة العالم برسالة وصوت واحد، وفي منطقة الخليج لأهميتها الاستراتيجية وامكانياتها، علينا أن نعزز دور مجلس التعاون الخليجي ونعيد له زخم مسيرته كنظام اقليمي فرعي فاعل يكون رافعة للعمل العربي المشتركة.
تشرذم النظام الإقليمي العربي
وتناول في كلمته العديد من المحاور الجوهرية الصريحة منها ما وصفه بــ "ضعف وهشاشة وتشرذم النظام الإقليمي العربي بكافة مؤسساته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية فهو قليل الفعالية قادر على تأمين الحد الأدنى من الدفاع عن الدول العربية ناهيك عن تأمين احترامها في إطار النظام العالمي وإطار طموحات الشعوب العربية"، ولكي تكون لنا فعالية فلابد من معالجة جدية لمعاناة هذا النظام العربي من خلال تعزيز العمل المشترك بكافة مجالاته والابتعاد عن عقد الماضي الايديولوجية والأنانية وعقدة الصغير والكبير والأقدم والأعرف والأحدث التي ميزت العمل العربي المشترك خلال العقود الماضية.
فراغًا استراتيجيًا متاح "لإيران"
ولفت سمو الأمير الفيصل إلى أن فشل هذا النظام أسهم اتساع الخطف الاستراتيجي في منطقتنا العربية وأوجد فراغًا استراتيجيًا أتاح لإيران وغيرها أن تلعب بوحدة بلداننا وبوحدة نسيجنا الاجتماعي، ولابد من تفادي قصور العمل العربي المشترك لنكون جاهزين بأنفسنا لمواجهة كل الاحتمالا، ذل أن انهيار الدولة الوطنية في العالم العربي هو ما يسمح للإرهاب والقوى التي لا تؤمن بالدولة بالتشكل والتوسع وتعريض أمن هذه الدول والمجتمعات للخط، مؤكدًا على أن الحفاظ على الدولة الوطنية في العالم العربي أمر حيوي لأمن وسلامة مجتمعاتنا لكن ذلك لن يتحقق ما لم يصار إلى تجنب الكثير من السياسات المتبعة في مجالات التنمية كافة، وإيجاد علاقة سوية بين الدولة والمجتمع حيث تكون الدولة للمجتمع بكل ألوانه وتنوعاته، وملبية لطموحاته وتطلعاته ومرجعية لهويته الوطنية، وفي الوقت نفسه، على الحكومات ونخبها أن تكون سباقة في الاستجابة لمتطلبات الإصلاح والتطور الدائم لقيادة مجتمعاتها للمستقبل.
وشخص جانبًا آخر بالقول إن ما نشهده اليوم في عالمنا العربي واختلال التوازن على مستوى الدول والإقليم كان نتيجة حتمية لخطأ السياسات والخيارات المتبعة داخليًا وخارجيًا، وكل ما نشهده من تداعيات ما سمي بالربيع العربي ما هو إلا شهادة إدانة لتلك السياسات ونتيجة طبيعية لها، فهناك تحديات  استراتيجية علينا مواجهتها حاليًا بسياسات فاعلة تساعدنا للتخطيط لمستقبل أفضل ودور فاعل للتحولات الدولية ومن أهم هذه التحديات الاستقطاب الحاد للقوى السياسية والاجتماعية الجديدة التي أفرزتها التحولات السياسية الجارية، وظهور النزعات الغريزية  المسيسة الدينية والطائفية والمذهبية الإقليمية والقبلية المكتوبة في سيكيولوجية شعوبنا، وهذا أكبر تحد يهدد أمن دولنا العربي ولأمنها الاوطني، ونحن أمام واقع خطير ما لم تدرك الشعوب ونخبها لخطورة الأوضاع والتبنؤ لمشكلات بلدانها الكثيرة والمركبة.

سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: بناء الإنسان هو قيمة نبيلة تتحقق بتكريس الفكر المستنير

أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن عملية بناء الإنسان لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب، بل بغرس الفكر النبيل وصقل العقل والوجدان، مشيراً إلى أن إمارة الشارقة وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أرسى ركائز مشروع الإمارة التنموي، ووضع الثقافة في موقع القيادة لهذا المشروع، ورسخ بنيةً اجتماعيةً ومؤسساتيةً تحقق التوازن بين التطور المادي والتطور الفكري والوجداني، جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها في حفل افتتاح المنتدى وأكد فيها على  أن بناء الإنسان هو قيمة نبيلة، لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب، بل بتكريس الفكر المستنير وصقل العقل والوجدان، وقد تبنت الشارقة هذا النهج منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما كانت المنطقة تمر بمرحلة ما بعد اكتشاف النفط، والاندفاع الشديد نحو البناء والمعمار، أطلق حينها صاحب السمو حاكم الشارقة، عبارته الشهيرة: "كفانا من ثورة الكونكريت، ولنبدأ في بناء الإنسان"، ومنذ ذاك الحين وإلى يومنا هذا والشارقة تسير على ذات النهج، الذي يؤسس لفكرة أن الإنسان هو أولاً، وثانياً، وثالثاً.


حركة الشارقة في مسارات متعددة
وأضاف سموه أنه انطلاقًا من هذه الرؤية التي أرساها قائدٌ مثقف حكيم، تتحرك الشارقة في مسارات متعددة ومتناغمة تكمل بعضها البعض لصياغة مكونات الفرد الواعي الذي يسعى لبناء ذاته ووطنه، وها نحن بعد مضي عقد من الزمان على انطلاق المنتدى، الذي كان شاهداً على إثرائنا بالعديد من التجارب والخبرات العلمية والعملية استفدنا منها في تطوير منظومة العمل والاتصال الحكومي في إمارة الشارقة، اعتقد البعض بأننا وصلنا مرحلة من الخبرة تشعرنا بالاكتفاء، إلا أننا بحضوركم والاستماع إلى تجاربكم وممارساتكم المتنوعة حتماً سوف نستفيد من دروس الماضي، ونتطلع إلى المستقبل، وأن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حدث يتجاوز في وظيفته مجرد البحث في الخطاب الرسمي الموجه للجمهور، ليغوص عميقاً في أصل العلاقات البشرية، حيث فكرة التواصل والاتصال، من خلال الاتصال تتوثق العلاقات، وتصان القيم، وتحمى المبادئ، وتنهض الأمم.
الاتصال الحكومي أمام أسئلة جوهرية
في سياق خطابات المنصة الافتتاحية، قال مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق سعيد علاي أن الحالية للمنتدى تنعقد بعد أزمة صحية عالمية سببت تحولات حادة في شكل الحياة الذي اعتدنا عليها، ووضعت أكثر من 4 مليار إنسان حول العالم في الحجر المنزلي نهاية العام الماضي، وغيرت أنماط العمل والتعليم وشكل الترفيه وصناعة المحتوى وطبيعة العلاقة بين الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، مؤكداً أن هذه الحقائق تضع الاتصال الحكومي أمام أسئلة جوهريّة تطرحها منصة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.


وأوضح علاي أهمية استثمار التجارب الحيّة المختلفة من أجل الوصول إلى أفضل النتائج مستعرضاً تجربة دولة الإمارات الرائدة بالقول.. خلال أقل من خمسين عاماً وصلنا إلى مراكز متقدمة على المؤشرات التنموية العالمية، وفي المدة نفسها وصل مشروع الشارقة للعالمية، وترك آثاره في مسيرة المنطقة وشعوب العالم أجمع، وكل هذه المنجزات تعود للكثير من العوامل، ومن أبرزها التعلم من التجربة الحيّة، وهو العامل الذي تستند إليه الدورة العاشرة للمنتدى، وأوضح أن شعار المنتدى (دروس الماضيْ وتطلعات المستقبل)، يضع الحاضرَ في محور الفعل والاهتمام، لأنَ دروس الماضي تقاس بأثرها في الحاضر، وتطلعاتَ المستقبل تصنَع الآن في هذه اللحظة الحاضرة.
وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم مرئي يعكس أهمية الاتصال الحكومي ودوره في نقل كافة الصور والأحداث المتنوعة في مشاعر الفرح والحزن والتضامن وغيرها من الأحداث التي أثرت في العالم كافة، وتجول سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، والحضور بعد حفل الافتتاح في أروقة المنتدى، مطلعاً سموه على الفعاليات المصاحبة، متفقداً أجنحة عدد من الجهات والمؤسسات والدوائر المشاركة.
المنتدى في أرقام
وتجمع الدورة العاشرة للمنتدى 79 خبيراً في الاتصال من 11 دولة عربية وأجنبية، يشاركون في 31 فعالية تتوزع بين 7 جلسات حوارية و5 خطابات ملهمة و7 ورش تدريبية و12منصة تفاعلية، بهدف مناقشة آليات إدارة الأزمات بأساليب اتصال مبتكرة ومعاصرة، وتحديد مستقبل خطاب الحكومات للجمهور وحجم الشراكة التي تجمعهم في صناعة القرار، والتركيز على التجارب التاريخية في الاتصال الحكومي، وأهم المحطات الماضية وصولاً إلى الحاضر وما رافقه من تحولات ليستشرف المنتدى بعد 10 أعوام على انعقاده مستقبل الاتصال الحكومي إقليمياً وعالمياً.


ويعقد المنتدى بالشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية والدولية، وهي، غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، ومركز إكسبو الشارقة، والشارقة لإدارة الأصول، و"طيران الإمارات"، وإينكس العالمية، وسكاي نيوز عربية، ووكالة أنباء الإمارات، ودار الخليج، ومؤسسة دبي للإعلام، وصحيفة الاتحاد، ومؤسسة دبي للإعلام، وقناة دبي.
حضر حفل افتتاح الدورة العاشرة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي كل من الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ خالد بن أحمد القاسمي مدير عام دائرة الحكومة الإلكترونية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، وعدد من رؤساء الدوائر الحكومية أعضاء المجلس التنفيذي، وكبار المسؤولين وممثلي الهيئات والمنظمات والبعثات الدبلوماسية، وحشد من الإعلاميين والأكاديميين.

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: التنمية تقتضي "تضحيات" لا تقدمها إلا الشعوب الواعية

تحدث أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بكل صراحة عن حالة "إشكال" عشناها جميعًا بصورة مختلفة في بلداننا العربية، وحدد حالة الإشكال تلك بأنه تم التعامل مع الشعوب لا بوصفها مشاركًا أصيلًا في التنمية ولكن مستقبلًا لها وهي حالة خطيرة، وقد أصبح الكثير من المواطنين غير واعيين بمشكلات البلاد الحقيقية ولا بالتحديات التي تواجهها، ولا بالجهود والخطط التي تبذل لمواجهة هذه التحديات.


وزاد قوله في كلمته أمام المنتدى أن هذه الحالة ذاتها التي تجعل الناس عرضة للتلاعب بأحلامهم من قبل البعض، والعبث بطموحاتهم من جانب جماعات تدعي الحرص على مصلحة الشعوب، فغياب المعرفة بالتحديات وعمق المشكلات يعطي المساحة للشعارات غير الواقعية، وللبرامج التي لا تقوم على أساس من الواقع، وللمطالب السياسية التي تسهددف المزايدة لا الإصلاح.
على الحكومات القيام بدورها
وأكد على أن إشراك الشعوب يبدأ بإشاعة المعرفة بحجم التحديات وعمق المشكلات التي يواجهها المجتمع، وليس صحيحًا أن هذه المعرفة تشيع اليأس أو تضعف من شعبية الحكومات، بل الصحيح أنها تضع الناس والحكومات في قارب واحد وتعيد تشكيل الخطاب السياسي على أساس من الواقع القائم وليس الوعي الزائف أو الشعارات الكاذبة، لذلك فإن العملية التنموية عملية متكاملة تسير في اتجاهين ولا تنمية تقوم بها الحكومات وحدها دون شعب واع، فالتنمية تقتضي تضحيات من أجل  المستقبل ولا يقدم على هذه التضحيات سوى شعب واع وعارف بقيمة التنمية وانعكاساتها على الجيل الحالي والمستقبلي، ولا تكتمل العملية إلا إذا قامت الحكومات بدورها لمعرفة ما تشكو منه الشعوب وما تصبو إليه.
ملاحظة ومواكبة الأدوات الجديدة
وشدد على أن "الشفافية" تضمن للسياسات الحكومية التأييد الشعبي الضروري، وكذلك الشرعية اللازمة لإنجاحها، وهذه الشفافية تضمن للخطط مسار تنفيذها على أرض الواقع، وقد رأينا ما كشفت عنه تجربة كوفيد من تأثير الاقتصاد الحكومي الناجح على أداء الحكومات في وقت الأزمات، وقد صار واضحًا أن الحكومات التي تتمتع بقنوات مفتوحة مع شعوبها تمكنت من إدارة الأزمة على نحو أفضل وبقراءة الواقع بصورة أكثر دقة، والقيام بواجبها في التخطيط والضبط التوعية على نحو أسرع وأكثر كثافة، وأضاف موضحًا :"لقد كان دور الاتصال الحكومي فاصلًا وحاسمًا في إدارة الدول والمجتمعات لأزمة كوفيد، ولابد من التوقف للبحث والتأمل واستخلاص العبر للتعرف على كفاءة أجهزة الاتصال الحكومي وبسريان قنوات التواصل بين الأجهزة الرسمية والشعوب، فالتكنولوجيا المعاصرة وفرت أدوات غير مسبوقة لنقل المعلومات ونشرها ومعالجتها، ولا شك أن على الحكومات ملاحقة ومواكبة هذه الأدوات الجديدة، ليس فقط لاستخدامها كوسائط اتصال وإنما أيضًا لرصد مشكلاتها وما تتسبب فيه أحيانًا من تشويش أو حالة من البلبلة أو التخمة المعلوماتية.
واختتم بالقول :"لدينا تجربة إماراتية لتطويع أدواتها وتطوير العمل الحكومي بغرض تعزيز التواصل في الاتجاهين بين الحكومة والشعب، ونحتاج التوقف كثيرًا أمام نموذج الشارقة وما يمثله من إشقةرا استثنائية فلا نتحدث فقط عن حكومة الكترونية بل نموذج لجعل المعرفة والثقافة جزء من خطتها".

أمين عام مجلس التعاون نايف الحجرف: لتكن الرسالة الإعلامية ذات أهداف واضحة وفريق متمكن وليس وفقًا للأهواء والاجتهادات

دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف إلى التجديد والابتكار في الرسائل الإعلامية، مشددًا على أن الرسالة الإعلامية يلزم أن تكون ذات أهداف واضحة وفريق عمل متمكن، وليس وفقًا للأهواء والاجتهادات.


واستهل الحجرف كلمته أمام المنتدى بالإشارة إلى  كلمة سمو الأمير تركي الفيصل التي وصفها بأنها احتوت الكثير من الأفكار وسلطت الضوء على الكثير من التحديات منها دور جامعة الدول العربية كبيت للعرب، وكذلك مجلس التعاون لدول الخليج العربية كرافعة للعمل العربي المشتركة، وأفاد بالقول :"خلال العام الجاري 2021 التقيت بالأخ أحمد أبو الغيط 5 مرات من العلا إلى القاهرة إلى نيويورك إلى بغداد واليوم في الشارقة وموعدنا يوم 10 أكتوبر في القاهرة، فنحن كمجلس تعاون خليجي نؤمن بدور الجامعة العربية وندعم الإصلاحات التي يفرضها الواقع الجديد والتحديات المنظورة في المديين القريب والبعيد.
الأثر الذي يرسم المستقبل
وتطرق الحجرف إلى أن هذه الدورة تحت شعار :"دروس الماضي..تطلعات المستقبل"، فالمستقبل لجيلنا الحالي سيكون ماضيًا بالنسبة للأجيال القادمة، مثلما كان المستقبل لأجيال سالفة ماضيًا لجيل اليوم، وليستمر الماضي بإعطائنا الدروس التي تكون قاسية ومؤلمة في بعض الأحيان وليكون المستقبل نافذة لحياة كريمة تمكن الإنسان من المضي قدمًا في مسيرة متواصلة أرادت حكمة الخالق جل وعلا وحركتها الروح البشرية الموكلة بعمارة الأرض وحفها قول المولى عز وجل :"وما أوتيتم من العمل إلا قليلًا"، لكنه تساءل :"عن أي ماضي نتحدث هل نتحدث عن الماضي البعيد وما احتوته كتب التاريخ والتراجم والسير؟ أم نتحدث عن الماضي الأقرب وما يتناقله الرواة والمؤرخون والقصاصون؟  أم نتحدث عن ماضي الأمس وماضي صباح اليوم وماضي قبل ساعة؟ فالتاريخ علمنا بأن الماضي أي شيء مضى وانتهى، ولا نستطيع تغييره أو التأثير فيه لكننا نجد أنفسنا مع نتائج ذلك الماضي ابتعد أم اقترب، والشعوب الحية لا تتوقف عند الماضي أيًا كان، بل تتجاوزه للمستقبل بعد أخذ الاستفادة من دروسه والعبر والعقل والمنطق أخبرانا أن لكل حدث في الماضي نتيجة ولكل نتيجة أثر، وهذا الأثر هو الذي يرسم المستقبل.
التواصل الحكومي يجب أن يكون "سباقًا"
وأشار إلى أنه في ضوء الفضاء المفتوح أمام التواصل الاجتماعي، يجب أن يكون التواصل الحكومي سباقًا ولا يترك مجالًا للأخبار المغلوطة أو غير الصحيحة، أما التواصل مع الجماهير فهو فن يتطلب قدرًا عاليًا من المهنية لا سيما في صياغة الخبر وإيصاله، فليس مقبولًا أن تكون هناك رسالة إعلامية تفتقر لأبسط متطلبات الاحترافية والعكس صحيح، فلا يمكن إيصال خبر صحيح لم يستوفي متطلبات المهنية بطريقة احترافية، فالرسالة الإعلامية تتطلب فريقًا متكاملًا يجيد فن التواصل ويؤدي رسالته بمهنية بل وينتقي المفردات التي تواكب وتعزز الرسالة الإعلامية.
وأعاد التأكيد، في الحديث عن التجديد والابتكار، القول أن المستقبل يتطلب رسالة تواصل مبتكرة ولن يكون هناك تفاعل مع  رسالة تفتقر للتجديد والابتكار فالمستقبل للشباب، والمجتمعات اليوم تمر بمرحلة تحول تاريخية وغير مسبوقة من عصر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، كما أن المتلقي تواق لكل ما هو جديد، يتميز بالسرعة والابتكار والتجديد لمحاكاة متطلبات اليوم.