التعليم العالي بالمملكة قوي ويستقطب طلابا من جميع أنحاء العالم
رئيس "العلوم التطبيقية": البحرين نجحت فيما عجزت عنه دول العالم باستعادة التعليم خلال أسبوع
497 مشاهدة للحلقة الثانية من البرنامج الأسبوعي "مجتمع البلاد"
استراتيجيات البحث العلمي من الأرقى عالميا
التجربة التعليمية في البلاد فترة الجائحة محط إعجاب عالمي
أكد رئيس جامعة العلوم التطبيقية غسان عواد أن مستقبل التعليم العالي في مملكة البحرين قوي جدا وله القدرة على استقطاب الطلاب عالميا، لاسيما مع ما حصلت عليه الجامعات الخاصة والوطنية من تصنيفات عالمية متقدمة.
جاء ذلك في الحلقة الثانية من برنامج مجتمع “البلاد”، الذي يعرض على منصة الصحيفة على “الانستغرام”، وشاهدها 497 متابعا.
الخطة الجديدة
وبين عواد أن خطة الدراسة للعام الدراسي لجامعة العلوم التطبيقية انطلقت كما هو مخطط لها، بالبدء بالتعليم الإلكتروني عن بعد خلال الأسبوع الأول، في حين يترك للطلبة الاختيار بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وبذلك سيكون هناك نسبة من الطلبة يدرسون حضوريا ويتشاركون مع الطلبة المتعلمين عن بعد في المحاضرات ذاتها بدءا من الأسبوع الثاني من العام الدراسي 2021 - 2022.
وأضاف أن امتحانات منتصف الفصل الدراسي الأول والامتحانات النهائية بحسب خطة الجامعة ستكون حضورية، وسيجري تقديمها وفق الاحترازات والتدابير وتوصيات الفريق الطبي الوطني.
نظام الدخول
وتابع أن جامعة العلوم التطبيقية دشنت نظاما جديدا يعتمد نظام الدرع الإلكتروني ويتيح للطلبة الذين اختاروا الدراسة حضوريا الدخول للحرم الجامعي قبل مواعيد محاضراتهم بنصف ساعة، عبر تسجيل الدخول لنظام الخدمات الطلابية وإبراز صورة الدرع عند بوابات الجامعة.
وبين أن هذا نظام مستحدث اعتمدته إدارة تقنية المعلومات وإدارة الشؤون المالية والإدارية بما يمكّن الطلبة من أخذ مواعيد مسبقة للطلبة لاستكمال بعض الإجراءات او لقاء أحد المسؤولين في الجامعة، وهو ما يعد إضافة نوعية للخدمات المتاحة حاليا بالجامعة والمستخدمة بشكل فعال في نظم معلومات الطلبة.
أقل الأضرار
وأفاد عواد بأن الجامعة تعتمد توصيات اللجنة التنسيقية برئاسة سمو ولي العهد رئيس الوزراء والفريق الوطني الطبي لمكافحة جائحة “كورونا 19”، بالإضافة إلى تعليمات وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وأمانة التعليم العالي وهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب والمجلس الأعلى للتطوير والتدريب.
وأشاد عواد بجهود مملكة البحرين وما تملكه من سمعة عالمية في مكافحة فيروس كورونا، إذ أشادت بجهودها منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى ضرورة مراعاة الاحترازات والحذر من “الأمان الكاذب” للمحافظة على ما وصلت إليه المملكة من مكانة متقدمة في خفض حالات المصابين والوفيات بالفيروس والسيطرة عليه.
ولفت إلى جهود مجلس الإدارة الجامعة برئاسة الوجيه سمير ناس ومجلس الأمناء برئاسة وهيب الخاجة وأعضاء الهيئة الإدارية والأكاديمية، فضلا عن الطلاب والخريجين الذين ساهموا مع الجامعة للخروج من الفترة الاستثنائية بأقل الأضرار.
تجربة الجائحة
وعن تجربة التعليم في فترة الحائجة، قال عواد: “رب ضارة نافعة”، إذ استطاعت الجامعات خلال فترة كورونا تطوير منظومة التعليم في الجامعات، لافتا إلى أنه منذ بداية انتشار جائحة كورونا في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان في الصين كان هناك حديث عن مستقبل التعليم في الجامعة، وهذا ما انطلق عمليا في يناير 2020 من خلال إعداد خطة التعليم الجديدة قبل انتشار الفيروس، إذ تم تدريب الأساتذة على استخدام التقنيات الحديثة في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد التفاعلي، كما تم تجهيز الطلاب للاستعداد لهذا النوع من التعليم.
وذكر أنه في فبراير 2020 ومع كثرة الحالات تم إغلاق المدارس والجامعات، إلا أن جامعة العلوم التطبيقية كانت حينها جاهزة للانطلاق في المرحلة الجديدة من التعليم الإلكتروني كما تم الاستعداد لها، وتمكن الطلبة من الحصول على درجاتهم العلمية عبر الدراسة عن بعد.
البنية التحتية
وبين عواد أن البنية التحتية للانتقال للدراسة عن بعد وإلكترونيا كانت متاحة قبل انتشار فيروس كورونا، إذ تتوافر بعض المحاضرات في نظام الجامعة ليتمكن الطلاب من العودة إلى تلك المحاضرات، إلا أنه مع الجائحة تم تدريب المحاضرين والأساتذة على هذه الأنظمة بشكل أكبر.
وبين أن التواصل مع الطلبة كان إلكترونيا خلال 3 فصول أكاديمية مع الأكاديميين وإدارة الجامعة، الذين كانوا يتابعون عن بعد ويتواصلون مع الهيئة التعليمية والإدارية في الجامعة، وكذلك التواصل مع القيادة العليا للجامعة ومجلس الطلبة.
وأضاف: رغم ظروف الجائحة تمكنت الجامعة من إقامة حفلات المتفوقين والخريجين وحفلة “لم الشمل” من قبل مجلس الطلبة ومجلس الخريجين إلكترونيا.
وأضاف أن الجامعة سعت إلى تطوير مستمر وتوفير الخدمات للطلبة بأعلى المستويات، إذ إن تجربة جامعة العلوم التطبيقية المتميزة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا نجحت في ابتكار كل ما هو جديد لتسهيل العملية التعليمة على طلبتها من خلال سلسلة من الخدمات التعليمية الرقمية الإلكترونية لمساعدتهم على في استكمال تحصيلهم العلمي.
وأفاد بأن الجامعة وظفت التكنولوجيا في كل ما شأنه خدمة العملية التعليمية والطلبة لضمان سلامتهم عبر الاعتماد على الحلول المستدامة وعلى استحداث خدمات ذكية قائمة على التكنولوجيا لمساعدة الطلبة على معالجة جوانب متعددة فيما يخص العملية التعليمية.
وذكر أن الجامعة استمرت رغم الظروف في إعداد الورش والدورات التعليمية كما كان التواصل مستمرا مع الخريجين وسوق العمل.
حماس طلابي
وأشاد رئيس الجامعة العلوم التطبيقية بتميز طلبة الجامعة وما يتمتعون به من حماس وطاقة كبيرة ودافعية للإنجاز، موضحا أنهم دائما مستعدون ومبادرون لإنجاز أي احتفال أو فعالية، كما أن لديهم قدرات كبيرة وتظهر إبداعاتهم وأفكارهم في محافل عدة، كما تجدهم فيهم القابلية للعمل والتطور.
مسابقات التصوير
وقال إن طلبة الجامعة يحرصون على المشاركة في فعاليات ومسابقات التصوير بمناسبة العيد الوطني وعيد جلوس جلالة الملك التي تقيمها محافظة العاصمة بهذه المناسبة، لافتا إلى أن الطلبة يحصدون المراكز الأولى في هذه المسابقة على مدار 6 سنوات متتالية، وتتضمن الصور المشاركة التقاطات لمحيط الجامعة والبحر والنور والزينة التي تمتاز بها الجامعة في هذه المناسبة الوطنية.
التجربة البحرينية
وأكد غسان عواد أن التجربة التعليمية في فترة جائحة كورونا لمملكة البحرين كانت مثار إعجاب في عديد من المحافل والمنتديات والإقليمية والعالمية، يطلبون الاطلاع على هذه التجربة الاستفادة منها، بينها أكاديمية التعليم العالي في بريطانيا التي اهتمت بالتعرف على تجربة البحرين في فترة الجائحة، وكذلك الأمر مع الاتحاد العام للجامعات العربية.
ولفت إلى أن هناك دولا متقدمة عجزت عن التحول إلى التعليم الإلكتروني في فترة الجائحة، أما على مستوى المدارس والجامعات في البحرين فقد تم إنجاز هذا الأمر خلال أسبوع واحد.
وذكر أن “رغم ظروف كورونا وافتقادنا للطلبة، إلا أن تجربة التعليم الإلكتروني أكسبت طلاب جامعة العلوم التطبيقية مهارات جديدة وحب المثابرة والاستقلالية في التعليم والتعلم”، لافتا إلى أن التواصل والتفاعل الحضوري مهم، إلا أن التعليم عن بعد كان هو ذاته حضوريا قبل الجائحة.
تقييم الأداء
وأكد عواد أن الأستاذة مكلفون بتقديم تقارير يومية عن محاضراتهم الإلكترونية في فترة الجائحة، كما أن هناك تقييم للأستاذة الإداريين والأكاديميين على مدار السنة للوقوف على النقاط التي تحتاج إلى تطوير، لافتا إلى أن الدورات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس استمرت خلال فترة الجائحة بل زاد عددها ولم يقل في هذه الفترة.
وأردف أن “نشر البحوث العلمية والدراسات العلمية أيضا زاد في هذه الفترة، كما أن تقييم الطلاب والامتحانات تم بشكل إلكتروني في الفصول الدراسية، وكانت هناك مراقبة بالكاميرات، ما يؤكد نزاهتها 100 %”.
إنجازات “التطبيقية”
وفيما يخص إنجازات الجامعة لفت عواد إلى أن الإنجازات التي حققتها جامعة العلوم التطبيقية هي إنجازات لقطاع التعليم ككل وإنجاز لمملكة البحرين، إذ تم تصنيف الجامعة في المركز 591 - 600 على مستوى العالم في تصنيف 2022 QS world university rankings من أصل 33 ألف جامعة عالمية، كما أن الجامعة حاصلة على المركز 29 في تصنيف QS للجامعات العربية، وحصلت على ترتيب 4 نجوم في تصنيف QS Starts، فضلا عن حصولها على المركز 39 عربيا في تصنيف “جرين ماتريك” للجامعات الخضراء والصديقة للبيئة في الترتيب 484 عالميا.
وذكر أن الجامعة صنفت في المركز 401 عالميا في تطبيق الأهداف 17 للتنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، كما أنها أول جامعة في البحرين والخليج العربي تحصل على شهادة الآيزو الخاصة بأنظمة إدارة المؤسسات التعليمية لسنتين متتاليتين.
وأضاف أن الجامعة هي مركز تدريب معتمد من قبل أكاديمية التعليم العالي البريطانية، إذ تم تدريب أكثر من 100 أكاديمي وإداري حاصل على شهادة الزمالة من أكاديمية التعليم العالي البريطانية، كان آخرهم 15 أستاذا حصلوا على الزمالة في فترة الجائحة، مشيدا بدور الأمانة العامة للتعليم العالي والتواصل المستمر مع هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب ودعمهم وتواصلهم المستمر لأجل تطوير التعليم العالي في الجامعات الوطنية والخاصة في المملكة.
دعم الطالب
وبين عواد أن الجامعة سخرت الإمكانات لمساعدة الطلبة خلال هذه الظروف الاستثنائية عبر مجموعة من التسهيلات التي تساعد الطلبة أثناء الدراسة من خلال المرونة في عملية دفع الأقساط بصورة ميسرة خلال الفصل الدراسي، وكذلك تقديم الخصومات للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة.
وأضاف أن هناك خصومات ومنحا دراسية يقدمها صندوق دعم الطالب للطلبة المتعثرين والمتفوقين من مختلف فئات المجتمع.
وأوضح أن صندوق دعم الطالب رغم الظروف الاستثنائية زاد ميزانيته ودعمه لمساعدة الطلبة من ذوي الدخل المحدود، الذين لم تكن لهم فرصة في التعليم وتخرجوا بمعدلات لا تقل عن 92 %.
التواصل
وأفاد رئيس جامعة العلوم التطبيقية غسان عواد بأن الجامعات الخاصة تمتلك القدرة على التواصل وتبادل الخبرات وفق الخطة الاقتصادية للبحرين 2030، مبينا أن هذه الاجتماعات مستمرة مع مجلس أمناء التعليم العالي، كما أنها متواصلة مع رؤساء الجامعات الخاصة والوطنية؛ بهدف تبادل الخبرات والتجارب والتقارب بينها.
وأكمل أن التواصل مستمر محليا وإقليميا وعالميا عبر المشاركة في منتديات واجتماعات اتحاد الجامعات العربية ونقل تجربة الجائحة في التعامل خلال الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا.
استراتيجيات التعليم
وأوضح عواد أن استراتيجيات البحرين في التعليم من أروع الاستراتيجيات على مستوى العالم، وأن له تجارب في كثير من البلدان على مستوى العالم، إلا أن استراتيجيات البحث العلمي التي وضعتها الأمانة العامة للتعليم العالي 2014 - 2024 هي ذاتها التي يتحدث عنها اليوم، ومنها الذكاء الاصطناعي وعلوم التكنولوجيا، مبينا أن هذه الاستراتيجيات استفادت منها الجامعات الخاصة والوطنية في تطوير سياساتها التعليمية والأكاديمية.
مستقبل القطاع
ولفت عواد إلى أن الجامعات المحلية الخاصة والوطنية لها سمعة عالمية، إذ حصدت على تصنيفات عالمية، رغم أن المملكة بلد صغير المساحة وقليل الجامعات، مؤكدا أن التعليم العالي في البحرين بأمان وهو ما يساعد على استقطاب طلاب أجانب ليدرسوا في البحرين، وهو عملت عليه دول كأستراليا وماليزيا ودول أوروبية.
وأكمل أن البحرين واحة تعليمية لديها كل المؤهلات لاستقطاب الطلبة الأجانب ومنها موقعها الاستراتيجي، متوقعا مستقبلا قويا للتعليم العالي في البحرين قادر على تخريج قادة لديهم مهارات التواصل والقيادة والإدارة عبر التركيز على الاستثمار في الخريج الذي يملك المهارات المطلوبة لسوق العمل وروح ريادة الأعمال.