العدد 4686
الجمعة 13 أغسطس 2021
banner
عش كما أنت ولا تخجل من فقرك أو مكانتك الاجتماعية
الجمعة 13 أغسطس 2021

يقول المثل الدارج، من راقب الناس مات هما، وتفسير ذلك أن الإنسان الذي يربط تصرفاته بحديث الناس والقيل والقال، يكون مسلوب الإرادة، ويتلذذ بالصفع على الخدين، وسيعيش غريبا في لهب الدنيا وسيجهل غايتها الكبرى، وسيكتب على نفسه الجروح والآهات.

لتعش كما أنت ولا تخجل من فقرك أو ملابسك أو مكانتك الاجتماعية، فأنت بارع الحسن وشديد الفطنة وحاد الذكاء، وكل ما أعطاك الله تعالى لم يعطه لغيرك، لهذا أنت متميز وتملأ مساحة في الكون لا ينافسك فيها أي أحد، كن حرا مثل الأرض الإغريقية الخصبة ومدنها الزاهرة، ذلك أن الحر في فكره ورأيه كما يقول أصحاب الاختصاص ومنهم الدكتور “بول جاغو”، يصبح في حل عفوي من رضا الناس وسخطهم، فكلامه، وحركاته وسكناته، وأوقاته وقراراته تخرج عن إرادة الآخرين، ولا تتعلق باستحسانهم ولا تتأثر باستهجانهم، فهو لا ينفق أيامه في استهواء غيره واستجداء الثناء وطلب الإطراء، إنما ينصب بكل قواه على تحقيق الأشياء التي رسم لتحقيقها خطة استوحاها من فكره بكل أناة وروية وحرية.

ترى المستقل الحر، ولا دافع لسيرته، ولا غاية وراءها، إلا أن يتصرف بدقة وضبط لتحقيق أغراضه السامية، ولا يهتم أبدا لتقديرات الآخرين، فتقديره الشخصي للأمور والأحوال والظروف يسمو على كل فهم وتقدير.

بيد أن هذا لا يعني، بحال من الأحوال، أن استقلال الفكر يحوي شيئا من الانطوائية واعتزال المجتمع والناس، والابتعاد عن البشر، لا... إنما ينبغي أن يتحرر المرء من كل نفوذ خارجي ليتمكن من تحصیل مزاج معتدل، متسق، ولياقة في التصرف، وتسامح، ولطف في المعاملة، وكتمان الأسرار، ثم ليتمكن أيضا من امتلاك أعصابه تجاه ما قد يعترضه من تهكم أو يناله من سخرية وتهجم ونقد. يا أخي عش حياتك ليلا نهارا وتمشى على الأرصفة الباردة وابدأ بطقوس قصيدة الفرح والحرية، حينها ستكون قادرا على إطفاء نور النجوم بيديك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية