العدد 4682
الإثنين 09 أغسطس 2021
banner
في كل مكان صالة مناسبات... أين المشاريع الثقافية في الأحياء
الإثنين 09 أغسطس 2021

يبدو لي أن جوهر الفن والثقافة قد يبدو غريبا عن التاجر البحريني أو معظمهم، وكأنه يأتيهم من أعماق العصور أو من كوكب مجهول يطرح أمامهم تجربة تصدمهم، تفاجئهم، تدهشهم، تتجاوز القيم المألوفة، والأشكال المكرسة تحيرهم وتزعزع معطيات فهمهم وحساسيتهم، فلغاية اليوم لم نسمع عن أصابع سحرية تلتقط المستحيل وتحول أرضا مملوكة لأي تاجر إلى مسرح، أو مكتبة، أو معهد لدراسة الفن مع كامل الطاقم التعليمي، لأن الغموض الذي نشكوا منه كمهتمين بالفن والثقافة في طبيعة هذا الاتجاه ذاته، فالتاجر الذي يشرع في بناء “صالة مناسبات” وهي صالات خدمت الناس كثيرا ويسرت عليهم وله الأجر والثواب، لماذا لا يشرع تاجر آخر في الخروج عن المنهج ويبدأ تنفيذ مشروع في أي من المحافظات يخدم الفنان والمثقف، ويكون عونا للتعلم والثقافة، لأن هذه المسألة لا تكون بالضرورة وقفا على الجهات الحكومية، فبإمكان القطاع الخاص أن يؤدي دورا بالغ الأهمية في خدمة الفنون والثقافة وتأكيد الرسالة السامية.

فلنبدأ يا تجارنا ويا قطاعنا الخاص ولو بمشروع واحد في أية محافظة من محافظات المملكة، وستكون المحاولة والنجاح فيها باعثا على السير في نفس الطريق، فقد امتلأت المحافظات والأحياء بصالات المناسبات، وازداد حجم تدفقها بشكل يوحي إلينا بأنها تأتي في قائمة الأولويات وتتدفق علي بنائها رؤوس الأموال بأشكال مختلفة، في حين لا أحد يلتفت للمدى الذي سيحدثه المشروع الثقافي بمجرد إقراره من التاجر الفلاني أو الشركة الفلانية، فهذا المشروع سواء كان مسرحا أو صالة أو مكتبة أو معهدا وغيره، من شأنه أن يحدث تغييرا عميقا في ظروف الحياة الثقافية في البحرين، خصوصا أن معظم الشركات تمتلك الإمكانيات الكبيرة التي من الممكن المساهمة بها في تحسين الترسانة الثقافية في البلد بشكل متكامل ومنسوج بدقة، وأعمال الخير وكسب الأجر لا يقتصر على بناء صالات المناسبات وحدها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية