العدد 4670
الأربعاء 28 يوليو 2021
banner
هل من نهاية لفيروس كورونا؟
الأربعاء 28 يوليو 2021

أحد أهم بل وأخطر الأسئلة المطروحة على الساحة الدولية في الأسابيع الأخيرة، هو ذاك المتعلق بفيروس كورونا، والمدى الزمني الذي سيشغله، وهل ستكون الجائحة جملة عابرة في تاريخ البشرية أم أن هناك ما هو أسوأ، ومن أسف شديد، يمكن أن يكون قائما أو قادما على الطريق؟

التساؤل المتقدم لا ينطلق في حقيقة الأمر من رؤية تشاؤمية، بل من مساءلة الواقع للوصول إلى الحقيقة الغائبة، خصوصا في ظل حالة الضبابية التي تلف أصل ومنشأ الفيروس حتى الساعة. ما يجري في العديد من الدول الأوروبية والتي يفترض أن غالبية سكانها قد تلقوا أنواعا مختلفة من الطعوم المضادة للفيروس الشائه، يصيب العالم بالقلق في النهار، ويمكن القول أيضا الأرق بالليل، ومرد الأمر هو عودة انتشار الفيروس مرة أخرى وإن بشكل متجدد، وتحت أسماء مختلفة، ربما أشهرها، الفيروس المتحور دلتا، وحتى الصين منشأ الفيروس، والذي كاد العالم أن يقول إنه اختفى منها، ها هو يعاود الظهور مرة أخرى، ما استدعى إغلاق بعض المدن الصينية التي يخشى أن تتحول إلى بؤرة جديدة للوباء الفتاك.

لا تتوقف المخاوف عند تلك النقطة، لاسيما بعد التصريحات الصادمة من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانون، والتي أطلقها الأيام القليلة الماضية، وأشار فيها إلى أن سلالة جديدة من فيروس كورونا قد تظهر في العالم، وستصبح أكثر خطورة من متغير "دلتا".

كارثة هذا الفيروس اللعين أنه كلما اتسع انتشاره، كلما كانت الظروف مهيأة لظهور متحورات أكثر منه، وكلما زاد عدد المتحورات، زاد احتمال أن يكون أحدهم قادرا على تفادي اللقاحات، وإعادتنا إلى البداية مرة أخرى.

هل توجد إرادة دولية حقيقية لمعرفة أصل ومنشأ الفيروس وإلى أين يمضي بالبشرية؟ لا يظن المرء أن هناك وقفة مصارحة بين الأمم الكبرى، فالذين ظهر الفيروس على أرضهم بداية يرفضون أي نوع من التعاون في سياق تحقيق واضح وشفاف بهدف الوصول إلى المريض رقم صفر، والذي قد يساعد على فهم أبعاد المشهد من جذوره، عوضا عن حالة التخبط السائرة فيها الإنسانية، وهذا هو حال الصين.

أما عن الولايات المتحدة الأميركية، فإن الغموض والضبابية بدورهما يلفان المشهد الكوروني إن جاز التعبير، وهناك اتهامات حديثة موجهة إلى الطبيب أنتوني فاوتشي، بأنه ضلل الأميركيين، ناهيك عن ما هو موجه للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من اتهامات بشأن دوره في تعطيل المواجهة، وهاهي البلاد من شمالها إلى جنوبها في انتظار سبتمبر وأكتوبر المقبلين والحديث دائر عن عودة مخيفة للفيروس.

كارثة كورونا لا تتوقف عند الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الإغلاق وتعطل مسارات الاقتصاد العالمي أو تباطؤ النمو، فهناك ما هو أشد هلاكا على النوع البشري، إذ تحذر منظمة الصحة العالمية من أن الجائحة ستترك على الأرجح آثارا بعيدة المدى على الصحة العقلية للبشر في جميع أرجاء المعمورة.

عربيا ما العمل، وهل ننتظر فصولا جديدة من كورونا من غير فعل تقدمي؟

المؤكد أن أنفع وأرفع ما يمكن القيام به هو التركيز على البحث العلمي، وأن يكون الدواء عربيا حتى لو كان الداء أجنبيا... إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .