تحدثت في مقال سابق عن الدور المهم للبحوث العلمية بمختلف تخصصاتها ومساراتها، والتي تُعد من أهم روافد التنمية، كما أن للبحوث العلمية القدرة على طرح الكثير من الأفكار التي من الممكن تحقيقها داخل المجتمع من خلال وضع آليات مدروسة بين المؤسسات التعليمية والأجهزة التنفيذية.

في الحقيقة ما شجعني للكتابة في هذا الموضع مرة أخرى المبادرة التي قامت بها جامعة البحرين مشكورة باستضافتها أستاذة الفيزياء بجامعة واترلو الكندية دونا ثيو ستريكاند، الحائزة على جائزة نوبل للفيزياء لعام 2018، في حلقة نقاشية ضمت أساتذة قسم الفيزياء وطلبة الدراسات العليا في الجامعة وعددا من المهتمين، وذلك جهد مشكور من الجامعة ورئيسها الأستاذ الدكتور رياض حمزة، وحرصهم المستمر على استضافة أعلام وشخصيات أكاديمية بارزة لها إنجازات وبحوث علمية في مجالاتها المختلفة للحديث عنها وعن تجاربها وخبراتها.

وقد أوصت الدكتورة ستريكاند خلال مشاركتها في الحلقة النقاشية التي نظمتها جامعة البحرين بمشاركة رئيس الجامعة وعدد من هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا والمهتمين، بالاهتمام بمواصلة دعم البحوث العلمية بمختلف تخصصاتها وتوجهاتها والعمل على استثمارها في تحقيق أهداف الدولة، وذلك من خلال الدور الكبير الذي تلعبه جامعة البحرين وهي أرفع المؤسسات التعليمية في الدولة للمساهمة في تنمية وتطوير منظومة البحث العلمي.

كما أن ما تقوم به جامعة البحرين من استضافتها الأكاديميين من خارج البلاد لعمل حلقات نقاشية، يهدف إلى تعزيز قيم ومبادئ الاستثمار التعليمي، ضمن سلسلة برامج يستفيد منها طلبة الدراسات العليا والمهتمون من أجل بناء أفكار تهمهم للعمل على دراستها وتحليلها لتحقيق الأهداف المرجوة على أرض الواقع في مختلف المجالات لتنمية المجتمع. ومن خلال متابعتي أخبار جامعة البحرين عبر منصاتها الإعلامية، وجدت أن المسؤولين في الجامعة يؤكدون في تصريحاتهم على أهمية استضافة واستقبال العلماء البارزين بمختلف تخصصاتهم، وذلك لتوفير بيئة علمية مناسبة يمكن من خلالها تطوير البحث العلمي للوقوف على القدرات داخل الجامعة سواء كانت تتعلق بالتخصصات العلمية أو التقنية أو غيرها، أو التعرف على حاجات مؤسسات المجتمع المختلفة وإغلاق فجواتها.

وفي الختام نشكر جامعة البحرين على اهتمامها باستقطاب شخصيات بارزة في مجال البحث العلمي، وأتمنى أن تكون للباحثين البحرينيين وبدعم من جامعة البحرين فرصة المشاركة في حلقات نقاشية مقتصرة على البحرينيين فقط لاستعراض بحوثهم ومناقشتها من أجل تحقيق أهداف الشراكة المجتمعية، والعمل على دفع المتخصصين في مختلف المجالات للبحث العلمي باستعراض تجاربهم في حلقات نقاشية لدول أخرى بالخارج لنتمكن من مد جسور التواصل بين جامعة البحرين والجامعات الأخرى.