العدد 4658
الجمعة 16 يوليو 2021
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
دور تلفزيون البحرين مهم في هذه الفترة
الجمعة 16 يوليو 2021

من أصعب التحديات التي تواجه الأسر في هذا الوضع وقت الفراغ الطويل الذي يعيشه الأطفال في المنازل، حيث نرى غالبيتهم يستنزفون جل هذا الوقت في الألعاب الإلكترونية التي لا تخلو من مشاهد العنف والقتل والتدمير، ولا يقف قضاء هذا الفراغ في اللعب فحسب؛ بل بعد الانتهاء منه ينتقلون إلى متابعة مشاهير ألعاب الفيديو على اليوتيوب لساعات طويلة، علاوة على متابعة مغامرات المشاهير التي تكون في غالبيتها عبارة عن مقالب وتحديات خالية من المضمون.. وهنا تكمن خطورة هذا الفراغ الذي يُشغل بهذه الأمور التي تؤثر في بناء شخصية الأطفال وطرق تفكيرهم، فترك الأطفال أمام شاشات الهواتف والتلفزيونات بدون مراقبة وتقنين له تأثيرات جسدية وفكرية عكسية كالانطوائية والعنف والسمنة والسهر وضعف البصر وكسب عادات قد تكون دخيلة على مجتمعنا، كما أن الانغماس في اللعب والمشاهدة يضعف الرغبة في التعليم، وقد يخلق حالة من العزوف بحكم ما تقدمه هذه الألعاب ومقاطع اليوتيوب من تشويق ومتعة وإثارة، وبالتالي يؤثر الأمر على دافعيتهم، وستكون خطواتهم ثقيلة عندما يقبلون على التعليم خصوصاً مع استمرار غلق المدارس في ظل هذه الجائحة!
لذلك لابد من وقفة جادة من قبل أولياء الأمور لأنهم المسؤول الأول عن أبنائهم، وكذلك من المؤسسات المعنية بهذا الشأن، والمبادرة لمعالجة عاجلة لهذا الوضع التربوي المقلق الذي يهدد كيان الأطفال ويعصف بعقولهم.
وهنا لن أتطرق إلى دور أولياء الأمور في علاج هذه المشكلة، لكن سأتحدث عن دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في هذا الجانب وعلى رأسها تلفزيون البحرين، فلابد من وجود مساحة مخصصة للأطفال والناشئة وبرامج ومسابقات توعوية لهم، ومسلسلات تربوية هادفة، ومن هنا نسأل ما هو الدور الذي لعبه التلفزيون في ظل توقف الدور التربوي للمدارس خلال هذه الجائحة؟

ما نتمناه حقيقة هو وجود برامج ومسابقات ومسلسلات تقدم دروسا تعزز القيم الإنسانية والأخلاقية وتغرس أسس المواطنة الصالحة، وتساهم في تربية الأطفال وتقويم سلوكهم بطرق غير مباشرة في جو تسوده المتعة والتشويق، فتنفيذ مثل هذه البرامج دليل على الاهتمام بالجيل الناشئ الذي يعتبر صانع المستقبل كما يمثل صمام أمان وحصانة ضد أية أفكار أو عادات دخيلة مرفوضة من الدين أو المجتمع، ونحن على ثقة بأن تلفزيون البحرين قادر على إنتاج برامج ومسلسلات خاصة بالأطفال لما يمتلكه من كوادر فنية مؤهلة ومعدات متطورة، كما أن مملكة البحرين زاخرة بالعديد من المواهب المبدعة التي قدمت أعمالا هادفة على منصات التواصل الاجتماعي ومازالت تحظى بمتابعة الآلاف من الداخل والخارج، ويمكن للتلفزيون الاستعانة بهذه المواهب الجاهزة. لذا فإننا نطلق نداء بأن يوثق التلفزيون علاقته مع الأطفال ويجعل شاشته الوجهة المفضلة لديهم، كما كانت في جيلنا السابق حيث مازالت البرامج والمسلسلات عالقة في أذهاننا إلى يومنا هذا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .