من أفضل وأقوى البرامج التي شاهدناها خلال هذا الشهر الفضيل؛ برنامج "كفو" الذي عرض على قناة البحرين الفضائية، وكذلك على منصة انستغرام شركة الاتصالات "اس تي سي"، ولعل تصدر حلقاته منصات التواصل الاجتماعي وتحقيقها مئات الآلاف من المشاهدات دليل واضح على نجاح هذا البرنامج الذي عرض في وقت ينشغل فيه الناس بمتابعة عشرات المسلسلات والبرامج والمسابقات الرمضانية، إلا أنه استطاع أن يحتل مساحة مميزة بين هذه البرامج وأن يترك شعورا وحسا إنسانيا ووطنيا. فحلقات هذا البرنامج ليست قصصًا عابرة للفرجة فقط؛ بل هي دروس حية من الواقع المعاش تعزز روح الانتماء والمواطنة، وتقدم للمشاهدين نماذج من مواطنين سطروا أروع الملاحم في التضحية والعطاء والتفاني والإخلاص في مختلف جوانب الحياة، ومثل هذه البرامج الوطنية تعتبر هرمونا ينشط قيم المواطنة الصالحة ويعمل على ترسيخها في أذهان المشاهدين، بل ويحقق ما تعجز مناهج المواطنة المكتوبة عن تحقيقه بأذهان المتعلمين في المدارس. وبلاشك كل من شاهد حلقات البرنامج انتابته حالة من الفخر والاعتزاز بوجود مثل هؤلاء المواطنين الأبطال الذين تزخر بهم مملكة البحرين وبأمثالهم الكثيرين ولله الحمد، وإن الإشارة لهم والإشادة بهم وإظهار إنجازاتهم للمجتمع يجعل منهم قدوة صالحة يقتدي بها المواطنون، ومصدرًا ملهماً للطاقة الإيجابية الممتلئة بالحيوية والقوة والتفاؤل والأمل، فلذلك فإن استمرار مثل هذه البرامج ستكون له آثار إيجابية كبيرة على الأمن المجتمعي من خلال حمايته من أمراض اليأس والكسل والعجز والانحراف. كل الشكر والتقدير للقائمين على إعداد وإنجاز هذا العمل الموفق، ونتمنى أن تستمر مثل هذه البرامج القيمة التي بنشرها يعم الخير والصلاح، ونقول لكل من ساهم في إظهار هذا العمل "أنتم كفو".