العدد 4656
الأربعاء 14 يوليو 2021
banner
البحرين ودعم الحقوق المشروعة للأشقاء
الأربعاء 14 يوليو 2021

وسط أمواج العالم المتلاطمة، واضطرابات المنطقة ما بين الخليج العربي والشرق الأوسط، تبقى السياسات الحكيمة للبحرين الشقيقة، داعمة ومساندة لمواقف الدول العربية لاسيما في أوقات النوازل والاضطرابات، والتي ما انفكت تحلق فوق سماوات العقد الأخير من القرن الحالي، عبر آليات مباشرة تارة، كما الحال مع ثورات الربيع العربي المغشوش، ومن خلال شد الأطراف كما يجري الحال مع دول أخرى في مقدمتها مصر، كنوع من العقاب لها، جزاء إفشالها مشروع تسليم المنطقة على المفتاح لقوى الإسلام السياسي.

ما عاشته مصر والسودان من أحداث في العقد الأخير، يقطع بأن هناك من يحاول التلاعب بمصائرهما وأقدارهما في ليل بهيم، ويستغل مسألة منابع نهر النيل، وجريانه التاريخي لقطع مساقات الحياة عن نحو مئة وخمسين مليونا من المصريين والسودانيين، لا مجال أمامهم للحياة سوى قطرات المياه التي تجري كمنحة ربانية، وقد شق النهر طريقه منذ آلاف السنين ليروي الجميع، غير أن أصحاب المؤامرة لا يتورعون عن الكيد والدس صباحا مساء كل يوم.

لسنا من أنصار التفسير التآمري للتاريخ، غير أن هذا لا يعني أن التاريخ نزهة للأبرار والأخيار، أو فردوس للأطهار، وأنه إن لم يكن التاريخ كله مؤامرة، فإن المؤامرة موجودة في بطون التاريخ.

الذين قدرت لهم متابعة جلسة مجلس الأمن الدولي عشية الخميس الماضي، حكما قد وقر لديهم حالة البراجماتية القاتلة التي تحكم توجهات الأمم والشعوب، وبات جليا أن مصر والسودان تقفان وحيدتين إلا من دعم تونس العربية الشقيقة داخل المجلس، في حين تتابعت الصدمات من قوى كبرى، كان المرء يظن أنها صديقة للعالم العربي، وفي مقدمها روسيا، والتي أظهرت الأحداث أن ولاءها لأثيوبيا وليس لمصر، من منطلق المنافع السياسية والاستراتيجية، وبدا المندوب الروسي وكأنه مدافع عن أي خطر مستقبلي يمكن أن تتعرض له الحبشة حال قرر المصريون والسودانيون الدفاع عن حقهم في الحياة.

بالقدر ذاته كان الموقف الصيني باحثا عن مصالحه، وساعيا نحو تعظيم أهدافه الاستراتيجية في القارة السمراء، وغير منشغل بشيء آخر سوى القطبية الدولية القادمة، والصراع على المواد الخام الأولية المتوافرة في القارة السمراء، ومن دون أدنى اهتمام بقصة الحقوق التاريخية، أو حياة الملايين من شعوب شمال إفريقيا.

في هذه الأوقات العصيبة، كانت مملكة البحرين حاضرة بأخوة ومودة عبر بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية البحرينية، ودعت فيه المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية عادلة لقضية ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي، وفق قواعد القانون الدولي وعبر الحوار المباشر بين الدول الثلاث، وبما يحقق المصالح المشتركة لجميع الدول، ويسهم في حفظ السلم والأمن والاستقرار في الشرق الأفريقي.

ما قامت وتقوم به مملكة البحرين، أمر يليق بأبناء وأحفاد حضارة إنسانية كبيرة وعريقة، حضارة دلمون التي يتوجب إلقاء الضوء عليها تاريخيا من جديد، هناك حيث نشأت على أرض الفردوس كما عرفها السومريون.

تدرك البحرين أن الوقت الراهن هو الوقت القيم، كما يقول علم النفس، الذي يتوجب فيه رفع راية الوحدة العربية درءا للمخاطر، وقبل أن ينطبق علينا القول المأثور.. أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .