الأولى متوفاة بـ “كورونا” والثانية وفاة طبيعية
أهالي بوري يشتبهون في جثتين لامرأتين قبل دفنهما
حسم الفريق الطبي التابع لوزارة الصحة خلافا بين أبناء متوفيتين من قرية بوري، إحداهما توفيت بأسباب وفاة طبيعية والثانية توفيت بسبب مضاعفات فيروس كورونا (كوفيد 19)، وذلك بعد أن دار لغط كبير عندما أنكرت بنات المتوفاة وفاة طبيعية أنها والدتهما، كيف حدث ذلك وما الملابسات والظروف التي صاحبت عملية دفن المتوفيتين؟ نجدها بين السطور التالية:
لم تمر دقائق على وصول جثمانها إلى مقبرة قرية بوري، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث اشتبه فريق تغسيل الموتى النسائي في المقبرة في جثة امرأة مسنة توفيت وفاة طبيعية في قرية بوري نهاية الأسبوع الماضي مع امرأة ثانية توفيت نفس اليوم في القرية بسبب إصابتها بفيروس كورونا (كوفيد 19) ولكن من المقرر أن تدفن بمقبرة كرزكان في وقت قريب من العصر، إذ يتم دفن ضحايا فيروس كورونا في المنطقة.
وبحسب شهود عيان، فإن فريق التغسيل النسائي المكون من 4 نساء والمكلف بتغسيل جثث النساء في قرية بوري، لم يركزن على وجه المتوفاة بشكل جيد، واشتبهن بجثة المرأة التي توفيت بسبب مضاعفات فيروس كورونا، والتي من المفترض أن تدفن في مقبرة كرزكان، وقمن بإبلاغ المعنيين في المقبرة بشأن هذا الاشتباه.
وصادف وجود اثنين من أهل المتوفاة المصابة بفيروس كورونا، وهما أحد أحفادها وابن شقيقها، فطلبن من الأخير أولا أن يدخل للمغتسل ويعاين الجثة إذا كانت هي لعمته أم لا، وبعد مشاهدة وجهها أفاد بأنها جثة عمته فعلا، ثم طلب من حفيدها المعاينة وأكد نفس الكلام، وهو ما دفع الجميع للاعتقاد أنه حصل تبادل بين الجثتين في الوقت الذي كان ابن المتوفاة موجودا في المقبرة ولكن لم يتم السماح له بسبب الاشتباه أن الجثة ليست لوالدته، الأمر الذي دفع أهل المتوفاة للاتصال بمشرحة مستشفى السلمانية وإبلاغهم بالأمر.
وقامت إدارة المشرحة بالاتصال بفريق الدفاع المدني، الذي يقوم بدفن المتوفية جراء فيروس كورونا بمقبرة كرزكان، والطلب منهم وقف إجراءات الدفن فورًا، إذ أنهى الأهالي الصلاة عليها وبدأ فريق الدفاع المدني إجراءات الدفان، إلا أنهم توقفوا في اللحظة الأخيرة.
وأرسلت إدارة المشرحة سيارة لإعادة جثة المرأة المصابة بفيروس كورونا مرة أخرى من مقبرة كرزكان إلى مشرحة السلمانية، للتأكد من هويتها، كما تواصلت إدارة الدفاع المدني بالمعنيين في مقبرة بوري وأخبروهم بضرورة إخلاء المغتسل وترك الجثة في الداخل فورا حتى وصول فريق الدفاع المدني لتعقيمه.
بينما أرسلت إدارة المشرحة فريقا لمقبرة بوري للمعاينة والتحقيق من هوية جثة الموجودة في مقبرة بوري والمطابقة مع الأوراق الرسمية التي أثبتت عدم وجود تبادل، لكن أهل المتوفاة أصروا أنها ليست جثة قريبتهم، الأمر الذي دفع أفراد فريق المشرحة لدعوة بنات المتوفاة للمساعدة في التعرف على هويتها، إلا أنهن اشتبهن أيضًا بأنها المتوفاة الأخرى، وأفدن بأنها ليست والدتهن.
فريق المشرحة أصر على موقفه وطلب من العائلة أن يدخل شخصا كانت المتوفاة تسكن معه، والمعني هو أحد أبنائها، وبعد معاينته لها وعلى الرغم من بعض التغيرات التي حصلت على وجهها إلا أنه حسم الأمر وأفاد بأنها والدته.
وبعد ساعات من انتظار أهالي المتوفيتَين في كل من مقبرة بوري وكرزكان أخبر المعنيون في المقبرتين أنه تم التحقق من هوية المتوفيتَين ولا يوجد تبادل للجثتين وإنما حصل اشتباه وسيتم إعادة نقل جثمان المصابة بفيروس كورونا لمقبرة كرزكان، وانتهت مراسم التشييع والدفان في ساعات متأخرة من نفس الليلة.