ثقافة الحوار مهمة لنجاح الحياة الزوجية ولا لسوء الظن والأحكام المسبقة
السعدون لـ “البلاد”: البخل والجمود العاطفي والخيانة أكثر مسببات هدم العلاقة
قال الاستشاري في مركز ود للاستشارات الأسرية زياد السعدون إن الأسلوب الخاطئ بين الأزواج واختيار التوقيت غير المناسب للحوار، والأحكام المسبقة، من أهم مسببات فشل الحوار الزوجي والزواج نفسه، داعيا لأهمية الصبر ولتعزيز ثقافة الحوار الهادئ والتفاهم. وأوضح السعدون في حديثه لـ “البلاد” أن هنالك من يشيطن صورة الآخر أمام الأهل والأصدقاء لكسب تعاطفهم، مؤكدا أهمية الثقة لاستمرار الحياة الزوجية والاستمتاع بها.
ما أهم أسباب فشل الحوار الزوجي؟
يرجع فشل الحوارات الزوجية لأسباب عدة أهمها الأسلوب: حين يكون الأسلوب غير مناسب كأن تكون الألفاظ جارحة أو يكون الأسلوب هجوميا أو تجريح الذات أو تحقيقي كأنه استجواب وليس حوارا، أو استخدام النبرة الحادة.
وكذلك إذا كان التوقيت غير مناسب كأن يكون أحد الطرفين غير مهيأ للنقاش، فلا ينبغي فتح النقاش، كما أن الأحكام المسبقة والقناعات السلبية عن الآخر، تؤثر على العلاقة بينهما وبعضهم لما يدخل في حوار يكون حواره أشبه بالكوكتيل يخلط الموضوعات ببعضها ثم لا يحل أي موضوع.
ما الوسائل التي تنصح بها لكي يتم تجنب المشكلات وتكرار الأخطاء فيما بينهما؟
لابد من الاعتراف بالخطأ ورفع الضرر عن الآخر حتى تستقيم الحياة، والإنسان الشجاع الفاضل هو الذي يعترف بخطئه أو تقصيره، والعرب تقول الاعتراف بالخطأ فضيلة.
كيف تنظر لسلوك تشوية أحد الزوجين لصورة الآخر عند نشوب الخلافات؟
من الأمور التي تتسبب بموت الحب بين الزوجين هي شيطنة الآخر وتشويه صورته لكسب تعاطف الأهل أو الأصدقاء، وأهمس في أذن من يفعل ذلك: الناس قد يأخذون صورة سلبية عن شريك حياتك، لكن تذكر أن الناس يعيشون في بيوتهم والذي يعيش معك هو شريك حياتك، فلا تحاول تشويه صورته كي لا تفقد محبته.
كيف يستطيع الزوجان تعزيز الثقة المتبادلة فيما بينهما؟
الثقة مهمة جدا لاستمرار الحياة الزوجية والاستمتاع بها، والذي يعزز الثقة الاحترام المتبادل، البوح بالمشاعر والأحاسيس، تجنب الغموض أو الخوض في موضوعات تجعل الطرف الآخر يشك في التصرفات، والشفافية تزرع الثقة، والغموض واللف والدوران يزعزعانها.
ما الذي يفسد العلاقة بين الزوجين؟ وبم تنصح؟
أكثر ما يفسد العلاقة الزوجية: قلة الاحترام، الجمود العاطفي، عدم إشباع الغريزة في العلاقة الحميمة، البخل، الخيانة في كل درجاتها، الشك المرضي، ونصيحتي لكل زوجين، انظر إلى احتياجات الطرف الآخر كما لو كنت مكانه، وإذا حدثت مشكلة لا تتركها بلا حل، والحل لابد أن يكون جذريا؛ لأن الشيطان يصطاد في مياه المشكلات العكرة.
ما رأيك بظاهرة “كثرة النقد” بغرض الإصلاح في الحياة الزوجية؟
بعضهم يظن أن كثرة النقد تدل على الثقافة وقوة الشخصية، والحقيقة أن كثرة النقد تنفر الزوجين من بعضهما، وربما تقتل الحب وتولد الكراهية، ونسبة الذين يتقبلون كثرة النقد قلة لا تكاد تذكر، وأما الذين ينزعجون من كثرة النقد، فهم الكثرة الأكثر رجالا ونساءً، والنقد كالدواء إذا استخدم في وقته وجرعته نفع وإذا استخدم بكثرة وفي غير حاجة كان منه الضرر.
حسن الظن بين الزوجين، ما الوسيلة المفضية إليه؟
الحياة الزوجية مبناها على إحسان الظن بالآخر؛ لأن سوء الظن يقلب الأمور ويفسد كل عمل طيب وكل نية صالحة، وصاحب الظن السيئ يفسر كل شيء على سوء ظنه، فتتحول الحياة إلى جحيم، والذي يساعد الزوجين على تنمية حسن الظن بينهما: عدم التدقيق كثيرا في التفاصيل، وترك العتاب في كثير من مسائل الخلاف، وعدم التجسس على الطرف الآخر.
هل الاختلاف بالعلاقة الزوجية ظاهرة صحية أم لا؟ كيف؟
تختلف مساحة الخلاف بين الأزواج بقدر احتياجات ورغبات كل طرف مع تفهم الآخر لبعضها وعدم تقبله للبعض الآخر. ويبقى الخلاف بين الزوجين من الأمور التي لا تفسد للود قضية.