العدد 4636
الخميس 24 يونيو 2021
banner
سِمات المؤسسة المبتكرة
الخميس 24 يونيو 2021

للمؤسسة المبتكرة سِمات تتّسم بها تُميّزها عن المؤسسات المنافسة أو تلك التي تسعى لتكون منافسة لها، فالمؤسسة المبتكرة لا تحمل سِمات تقليدية ولا تعمل بشكل تقليدي ولا تتعاطى مع ما يدور حولها بأسلوب تقليدي.. وذاك ما يُميّزها عن سواها. ومن سِمات المؤسسة المبتكرة أنها:

تُدرك أين تقف وإلى أين تتّجه وكيف تصل لوجهتها. فهي لا تعمل “بمبدأ الصُّدفة” بل “بمبدأ استشراف المستقبل” لذلك لا تترك مجال للصُّدف غير المحسُوبة أو متغيّرات السوق غير المأخوذة بالحسبان أو رغبات الزبائن المستقبلية المُهمَلة.

هي مؤسسة دوماً نَهِمة وبلا حدود! تترقب كل جديد، تتقبل كل فكرة، تطّلع وتبحث وتُطوّر للإتيان بفرص وأفكار وحلول ابتكارية تُضيف قيمة لمنتجاتها أو خدماتها وبالتالي لزبائنها الحاليين للحفاظ على ولائهم أو المحتملين لجذبهم.

رادار المؤسسة يعمل باستمرار لالتقاط كل فرصة ابتكارية من حولها، فهي تُدرك أن في الأزمات تكمن فرصاً ابتكارية، وفي المخاطر تكمن فرص ابتكارية، وفي المشكلات تكمن فرص ابتكارية، لذلك تسعى لالتقاطها وتحويلها لابتكارات مجدية، فهي ترى العالم من حولها بعين مختلفة عن منافسيها.

تبحث عن الرؤى البعيدة والقدرات المتفتّحة على نطاق واسع، فعند استشفاف الحاجة المستقبلية للأسواق والزبائن لا تتوقف المؤسسة عند قدراتها فقط بل تُضمّنه ما يُمكن الاستعانة به من مصادر خارجية كشركات أخرى ولا تُصر على توفير كل خدمة أو منتج داخلياً بل تُركّز على جوهر اختصاصها فقط.

تتتبّع الأفكار الابتكارية داخل وخارج المؤسسة للاستفادة منها، فهي لا تتقوقع داخل المؤسسة اعتماداً على أفكار منتسبيها فقط بل تتعداها إلى ما يدور خارجها من أفكار وفرص ابتكارية ذات مؤشرات مُجدية.

تعمل باحترافية على تنفيذ التفكير التصميمي (Design Thinking) بمراحله ومهاراته المتدرّجة، فالتفكير التصميمي هو سبيلها مع منتسبيها لإثارة أفكارهم وترتيبها بآليات انسيابية تنتج عنها أفكار ابتكارية قابلة للتنفيذ بأساليب مُنظّمة.

تختبر ما تبتكره وتُجرّبه بتكرار حتى تصل لمبتغاها بإصرار، هي لا تستسلم أبداً وتستمر في الابتكار والتجربة حتى تحقق نتائج ملموسة، قيادة المؤسسة تتحلّى بالصبر وتُدرك يقيناً أن ذاك ما يميّز مؤسستها المبتكرة عن المؤسسات التقليدية.    سخيّة في إثارة المحفّزات وتوفير عوامل التمكين، فهي لا تبخل على بيئتها المؤسسية بتوفير مُسرّعات الابتكار لشحذ همم موظفيها، ولا تتردد في توفير البنى التحتية التكنولوجية، ولا تقصّر تجاههم بالبرامج التطويرية والإرشادية ولا بتوفير التقنيات والتطبيقات الضرورية، ولا تتأخّر في منح الحوافز التشجيعية للمبتكرين.  تعمل للوصول إلى موجودات المؤسسة وأصولها والتعمّق في تطوير قدراتها الابتكارية لاستغلالها بالشكل الأمثل، فمن أجل تحقيق الاستفادة القصوى من بناء قدرات الصفوف الأمامية يتوجّب بناء قدرات الصفوف الخلفية أيضا بذات المستوى لكونها لا تقل أهمية عن سابقتها.  تدفع لتنفيذ برامج الابتكار بمنهجيات مستمرة منضبطة بدون نهاية وذلك لإيمان إدارتها العليا أن الاستمرارية عامل رئيس للنجاح والتميُّز في منظومة الابتكار، وكلما انقضت دورة من حقيبة الأعمال بدأت دورة أخرى وهكذا دواليك.

تثير باستمرار ثقافة القيادة المستدامة التي تخرج من خلالها وتحت قيادتها ابتكارات ومبتكرون، وذاك لا يتأتّى إلا عبر تعيين قادة لبرامج الابتكار على اختلافها وكلٌ حسب تخصصه وقدراته ليقود حقيبة الأفكار والمهام الابتكارية المتصلة بها ومتابعتها باستمرار لضمان عدم انحرافها عن الاستراتيجية الابتكارية للمؤسسة ككل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية