+A
A-

شاهدت لكم: من الأفلام العربية الجميلة في نتفلكس It Must Be Heaven

يعرض حاليا على منصة نتفلكس الفيلم الجميل "لابد أن تكون الجنة" أو It Must Be Heaven الحاصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم في ختام المهرجان السينمائي العالمي وعرض في العديد من المهرجانات الدولية، وكان آخرها مهرجان العين السينمائي في دورته الأخيرة، وهو للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، والذي يعتبر من أهم السينمائيين في العالم العربي، وقدم أعمالا قليلة، لكنها مهمة فنيا مثل "سجل اختفاء"، و"الزمن الباقي"، و"يد إلهية“.

في هذا الفيلم الذي اخترته لكم للمشاهدة، لا يحمل رسالة أو قضية سياسية بالمعنى المباشر والمتعارف عليه، فهو يحكي ببساطة قصة رجل محترم غير عادي يبلغ من العمر 60 عاما يدعى إيليا سليمان يعيش في مدينة الناصرة، يتعين عليه السفر إلى باريس ثم إلى نيويورك، حيث من المتوقع أن يلقي محاضرة أو محاضرتين أمام منتدى للطلاب المؤيدين لفلسطين، كما يحاول سليمان جمع الأموال لمشروعه الأخير، والذي ندرك بشكل غير مباشر، قد يكون مجرد الفيلم الفعلي الذي نشاهده في قصة ملحمية مليئة بالفكاهة الذكية يسعى من خلالها إلى استكشاف الهوية والجنسية والمنفى وفلسطين بالطبع.

في سرد رواية خيالية بعنف لبضعة أشهر في حياته الخاصة، يمنح سليمان نفسه لوحة يعبر فيها عن أي قدر من النزوة والتساؤل في العالم الحديث سليمان نفسه بالكاد يتحدث، ويشاهد ببساطة، كما الشارع والمدينة والمناظر الطبيعية التي يلاحظها، والسخافات المعقدة أمامه.

في بستان زيتون في فلسطين، تحمل امرأة وعاءين نحاسيين عبر حقل بطريقة من شأنها أن تعطي الوقت والحركة لأزمة قلبية، ولكنها بدت مليئة بالتقاليد والتساؤل بالنسبة لي. 

وفي باريس، تطارد الشرطة في سيغوايز مشتبها به، قبل أن تتحول المطاردة إلى باليه ميكانيكي مصمم رقصات في الشارع أسفل شقة سليمان. وفي نيويورك، يتحول حلم السكان الذين يحملون الأسلحة إلى رحلة ممطرة من مدرسة السينما إلى مكتب إنتاج الأفلام، مع محادثة قصيرة فقط مع الممثل غايل غارسيا برنال - الذي يقدم الدور بنفسه - لإعادتنا إلى الأرض.

يقدم المخرج في الفيلم العديد من الرسائل المهمة مثل أهمية مرونة صناعة السينما والأفلام، وكتابة الحكايات الشخصية بطرق مختلفة وغريبة، شخصية واحدة تسأله، ضمن هذا الفيلم، "هل أسلوبك في صناعة الأفلام يجعلك مثالي بصورة غريبة؟“

من المشاهد الجميلة للفيلم الصامت تقريبا عندما وصل إلى نيويورك، ولقائه بسائق الأجرة الذي اندهش من كونه فلسطينيًا، بتعبير عن فرح نادر بطريقة متقنة، حيث بدى مستغربا من التقائه بشخص فلسطيني في هذه المدينة الكبيرة، وحينها عبر له بأنه يعرفها جيدا، بمعرفته الرئيس الراحل ياسر عرفات، وشكله وإيمانه بفلسطين من خلال ملامحه، بعد أن أكد له إيليا في جملة وحيدة طوال الفيلم: “أنا فلسطيني.. من الناصرة”.