العدد 4629
الخميس 17 يونيو 2021
banner
فقراء لا يؤجرون على فقرهم
الخميس 17 يونيو 2021

بالرغم من كل “البلاوي المتلتله” التي تسبب بها فيروس كورونا في الاقتصاد العالمي والإقليمي والمحلي، وبالرغم من تصاعد وتيرة الوفيات، وانقلاب نمط الحياة اليومية رأساً على عقب، وجلوس الناس في بيوتهم، وتجنبهم حتى الأقربين منهم، وبالرغم من انهيار نظم عائلية كاملة، وحيوات اجتماعية، وفقدان من كانوا أصحاب الأمس، وأصدقاء اليوميات واللحظات، لا يزال كانزي الأموال وأباطرتها على حالهم “الأغبر” من الشح والبخل والأنانية المقيتة، وتجاهل الفقراء وذوي الحاجة، ونداءات الوجع والألم.

لم تعلمهم الدروس الربانية، ولا الرسائل اليومية، ولا الصعود المتسارع للسر الإلهي لملايين الأنفس، فالتفافهم الأعمى خلف الأموال، وانكواؤهم عليها، وخوفهم المفرط لتحركها، هو كما هو، لم يتغير ولا قيد شعرة.


وكما نسمع دوماً عن تنامي أعداد الأثرياء من أصحاب الملايين والمليارات هنا وهناك، لكننا على أرض الواقع لا نرى أحداً منهم في حياة الناس، لا بأفعال، ولا بمواقف، ولا بمشاهد تدفع المرء لأن يذكرهم بحسنة واحدة.


كلهم يقولون ذات الكلمات “بشوف أحد يساعدك” أو “عندي معارف بالجمعيات الخيرية، بكلمهم لك” أو “برد لك خبر”، يزعجهم ويقتلهم وينسفهم نسفا طلب المساعدة من أحد، وكأن الأموال هذه هي أموالهم، وليست أموال الله، وهم موكلين بها!


ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم “الران” الذي يتشمع على القلوب القاسية والجاحدة والناكرة لفضله، “الران” الذي تتكسر على ضفافه كل الحقوق والمناشدات والأجر والحسنات وعمل الخير، فكم من مكنزي الأموال لدينا يشمع “الران” قلوبهم؟


كانزو الأموال هؤلاء هم بواقع الأمر فقراء أكثر من غيرهم، اختلافهم الوحيد أنهم فقراء لا يؤجرون على فقرهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية