العدد 4617
السبت 05 يونيو 2021
banner
الخطوط الحمراء
السبت 05 يونيو 2021

ما هي الخطوط الحمراء لنظام الملالي التي يمثل تجاوزها خطرًا على الاستبداد الديني؟ وبمعنى أوضح، ما هي الخطوط التي يرسل خامنئي المدعي العام لنظام الملالي ليبلغها للمرشحين لما يسمى برئاسة الجمهورية ويهددهم بالصدام معهم بحسم وفقًا للمعايير القانونية وبغض النظر عن موقعهم ومكانتهم إذا ما تجاوزوها في المناظرات الانتخابية؟”، ولماذا يخشى نظام ولاية الفقيه من الأحداث مرة أخرى في انتخابات تمت هندسة كل شيء فيها مسبقًا وبات من الواضح من سيفوز من صناديق الاقتراع؟ ومن أين ينشأ هذا الخوف وما هي تداعياته على سلطة الملالي ككل حتى يتم وضع هذا الشكل من أشكال القيود؟


ووجه المدعي العام لطهران، كلمة للمرشحين الـ 7 الذين يطمعون في الجلوس على كرسي رئاسة الجمهورية؛ شدد فيها على عدم تجاوز الخطوط الحمراء لنظام الملالي، وشدَّد “علي القاضي مهر”، في الاجتماع التنسيقي للارتقاء بمستوى أداء الأجهزة القضائية والأمنية في الانتخابات المقبلة، على ألا يتجاوز المرشحون الخطوط الحمراء في الدعاية والخطب، وألا يفضلوا المصالح الشخصية والحزبية والفئوية والجماعية على المصالح الوطنية، وفي حالة تجاوز الخطوط الحمراء لنظام الملالي، سوف يتم التصدي لهم بحسمٍ وفقًا للمعايير القانونية وبغض النظر عن موقعهم ومكانتهم”. (صحيفة “اعتماد”، 31 مايو 2021).


ما هي هذه الانتخابات التي يمر فيها المرشحون الموصى بهم بـ 70 جهاز تصفية في مجلس صيانة الدستور التابع لخامنئي والأجهزة الأمنية المختلفة، ويتم فيها أكثر من مرة قياس مدى التزامهم عمليًا وإيمانهم قلبًا وقالبًا بالولي الفقيه! ومع ذلك لا يمكن الاعتماد عليهم، ويجب عليهم أن يثبتوا بدقة وشفافية فيما إذا كانوا ملتزمين بالأخلاق من عدمه؟”. “وقال عضو في لجنة مراقبة الدعاية للانتخابات الرئاسية إنه يتضح بشكل دقيق وشفاف بعد المناقشة الأولى فيما إذا كان المرشحون ملتزمين بالأخلاق من عدمه”. (المرجع نفسه).


الجدير بالذكر أن “التزامهم بالأخلاق” لا يعني الالتزام بالمبادئ والآداب العامة ومبادئ الأخلاق المتعارف عليها في علم السلوك الاجتماعي، نظرًا لأننا نرى الأخلاق هذه الأيام متجسدة في بلطجية وسفاحي خامنئي وكيف يهددون المنافس المغلوب على أمره ويبشرونه بالاستجواب والزج به في سجن إيفين، والجدير بالذكر أن المقصود من الالتزام بالأخلاق هو التمسك بالخطوط الحمراء لنظام الملالي والقبول بالسلطة المطلقة لخامنئي، ويجب عليهم أن يحرصوا على عدم فعل شيء يُلقي بالشرارة في مستودع بارود انتفاضة الشعب سواء عن قصد أو عن غير قصد، ويحدث ما لا يجب أن يحدث، ويجب عليهم أن يعلموا أن خامنئي يراهن على جلاد مذبحة السجناء السياسيين عام 1988 فحسب. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية