العدد 4571
الثلاثاء 20 أبريل 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
العرب وحرب المياه القادمة!
الثلاثاء 20 أبريل 2021

الماء كما نعلم جميعا سر الحياة، وتعاني معظم دول منطقتنا العربية من شح المياه بسبب نُدرة سقوط الأمطار، وسيادة المناخ الصحراوي، وقد منح الله تعالى مصر نهر النيل ليكون المصدر الرئيس للماء العذب فيها، ويكاد يكون المصدر الوحيد، إذ تعتمد عليه في توفير نحو 95 % من احتياجاتها من الماء العذب، فالنيل شريان الحياة في مصر، لكن نيل مصر مهدد بالجفاف، وقد تنشب حرب في شرق القارة الأفريقية بسبب سد النهضة الذي تريد أثيوبيا إقامته على أحد منابع نهر النيل في أراضيها، حيث يتكون من رافدين رئيسيين، الأول النيل الأبيض الذي ينبع من منطقة البحيرات العظمى في جنوب رواندا ويجري من شمال تنزانيا إلى بحيرة فيكتوريا، إلى أوغندا ثم إلى جنوب السودان، والثاني هو النيل الأزرق ويبدأ في بحيرة (تانا) بأثيوبيا، ويجري إلى السودان من الجنوب الشرقي، ثم يجتمع النهران: الأبيض والأزرق عند العاصمة السودانية الخرطوم ليشكلا نهر النيل الذي يستمر في جريانه إلى مصر منذ آلاف السنين.

ويأتي من النيل الأزرق 85 % من ماء نيل مصر، وتريد أثيوبيا إقامة سد النهضة على هذا النهر بسعة تخزينية تبلغ 74 مليار متر مكعبة من المياه العذبة، وهذا القدر الهائل من الماء أكثر من حصة مصر والسودان السنوية من ماء النيل، وتُهدد بمحو السودان من على الخريطة وإغراق معظم مدنها وسكانها في حال حدوث أي خلل فني في السد أسفر عن تصدعه، وتُطالب مصر والسودان أثيوبيا بالتوافق على طريقة ملء وتشغيل السد على أن يتم ملؤه على مدى زمني طويل 7 أو 10 سنوات حتى لا تتعرض البلدان للجفاف، لكن أثيوبيا تصر على تنفيذ ملء السد في 3 سنوات فقط دون أي اكتراث بمصالح دولتي المصب: مصر والسودان! والموضوع جد خطير بالنسبة لشعبيهما العربيين!

وقد أكدت مقررات القمم الأفريقية التي عُقدت حول ملف سد النهضة على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد بين أطراف النزاع، لكن التعنت الأثيوبي يؤكد على إتمام عملية الملء الثانية لسد النهضة في موعدها المحدد من قِبلها، بغض النظر عن موافقة مصر والسودان اللتين تؤكدان أن في ذلك تهديدًا وجوديًّا لهما، وسيقف العرب مع مصر والسودان في أول حرب تندلع في المنطقة بسبب المياه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية